اغلق القائمة

الأحد 2024-05-12

القاهره 09:18 ص

القاهرة.. يا رئيس مصر الجديد!

الإثنين، 20 يناير 2014 05:00 م

أخبرتك أمس أن هناك خمس مهمات عاجلة أمام الرئيس المقبل لمصر يجب أن ينجزها بكفاءة، واكتفيت بعرض أربعة من هذه المهمات، واليوم أتحدث عن المهمة الخامسة.. العاجلة والثقيلة، وأعنى بها.. القاهرة!

كيف نعيد لعاصمتنا العتيدة رونقها القديم وبهاءها المفقود؟ إن هذه المدينة تملك مقومات نادرة، فإذا أردتها مدينة سياسية استجابت لك، وإذا أردتها مدينة اقتصادية استجابت لك، أما إذا رغبت وصفها بمدينة فنية أيضا استجابت لك، وإذا شئت اعتبارها مدينة سياحية وافقت هواك. لقد أصاب جمال حمدان حين لاحظ بحق أن القاهرة طوال ألف عام وهى من أهم عشر مدن فى العالم فى أية لحظة من لحظات التاريخ!

لقد أخفق حكامنا السابقون (السادات/ مبارك/ مرسى) فى فهم عبقرية هذه المدينة الفريدة، فلم يسعوا إلى ابتكار حلول ناجعة للمشكلات التى تواجهها وتتراكم فى سمائها وأرضها بسبب سياساتهم التعيسة، وهكذا تضخمت المدينة بشكل مخيف دون أن يرافق هذا التضخم التجهيزات اللازمة لاستيعابه. فانتشرت العشوائيات، وتمدد الفقر، وارتبك المرور، وازدادت الفوضى، وتسيد القبح، وغاب الجمال وتوتر قاطنو القاهرة وزائروها، حتى شعر الناس أن الحياة فى القاهرة صارت عقوبة يومية!

من هنا أطالب بأن يتم تشييد عاصمة سياسية اقتصادية جديدة لمصر، على أن تظل القاهرة عاصمة سياحية وثقافية فقط، فلا يمكن أن ننقل التراث العمرانى للقاهرة الإسلامية بعصورها المختلفة ولا يمكن إزالة المتاحف المتنوعة التى تزخر بها العاصمة، كما لا يصح أن نهدم المساجد والكنائس والأديرة المنتشرة فى طول العاصمة وعرضها، فى المقابل.. لا مانع من نقل الوزارات والهيئات والمؤسسات (وسط القاهرة فقط يضم 10 وزارات ومجلسى الشعب والشورى ومجمع التحرير)، وهذه البنايات يرتادها يوميًا أكثر من 3 ملايين موظف ومواطن على الأقل، الأمر الذى يجعل من يمر بوسط القاهرة كمن يعبر الجحيم!

لا يغيب عن فطنة اللبيب أن هذا القرار فى حاجة إلى عزيمة وخيال، كما ينبغى التنويه إلى أننا لسنا أول دولة تنشئ عاصمة جديدة، بعد أن طال العطب العاصمة القديمة، فقد فعلتها البرازيل وبعض دول أفريقيا من قبل، لكن المهم أن يتم اختيار مكان مناسب لبناء هذه العاصمة حتى لا نكرر مأساة القاهرة القديمة.

ترى.. يا ترى هل يملك الرئيس المقبل العزيمة والخيال؟ قل.. يا رب!