اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 05:33 م

محمد فودة يكتب.. حتى تعود الأحزاب.. إلى الشارع المصرى!!

الإثنين، 23 سبتمبر 2013 02:56 م

لابد أن هناك روحا جديدة تدب فى مصر حالياً بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، هذه الروح نابعة من إرادة الجماهير المصرية العريضة فى التغيير الحقيقى بعد معاناة سنوات من تهميش دور المواطن سياسياً وتغييبه بالمشاكل الحياتية اليومية التى تحاصره فلا يستطيع الفكاك من هذا الحصار، وهو أسلوب إذا كان قد خدع الشعب المصرى سنوات طويلة.. إلا أنه سقط بعد الثورتين الخالدتين 25 و30 وقد اعتبرها المحايدون فى العالم من أعظم الثورات الشعبية التى جمعت فيها كل طوائف الشعب على كلمة سواء.. الشعب اليوم أصبح يعى تماماً ماذا يريد وماذا يبغى أن يفعله وكيف يصحح أخطاء عشرات السنين. ويستعيد حقوقه السليبة، من حق الشعب اليوم أن يعيش حياة سياسية كاملة بدون نقصان أو قيود أو إقصاء متعمد.. وقد سعت السلطات السابقة إلى هذا الإقصاء لعزل الشعب عن الحقيقة وعن حقوقه.

ظهر ذلك فى تهميش دور الأحزاب والتعمد المستمر فى تشويه برامجها وقياداتها.. وإبعاد الرأى العام عنها.. وعلى مدى سنوات فقد كثير من هذه الأحزاب شعبيته واستسلم آخرون إلى واقع أن البلد يديرها حزب أوحد.. بعيد عن الناس تماماً حدث ذلك فى عهد الحزب الوطنى الديمقراطى الذى تحول إلى حزب ملاكى يقتسم فيه أبناء الصفوة مصالحهم ويعقد البعض منهم الصفقات تحت راية الحزب والناتج هو أن الناس كانت غائبة تماماً عن هذا الواقع ولا تجد نفسها فيه.. بل تحول الأمر إلى أن كان عضو الحزب الوطنى الديمقراطى شخصا مميزا عن باقى أبناء وطنه وفى هذا تمييز غير مقبول من شأنه إيجاد احتقان سياسى مع زيادته تحول الأمر إلى كابوس لم يكن من الممكن احتماله، ويوم تخلص الناس من هذا الحزب فوجئوا بحزب الحرية والعدالة وكأنه الوجه الآخر للحزب الوطنى بكل ما يحمله من سطوة وديكتاتورية. وصل بنا فى نهاية المطاف إلى هذه الثورة الشعبية التى أعقبت مجموعة من الاحتجاجات والفورات سواء فئوية أو عامة.. وتأكد المصريون أن هذا الحال لا يمكن أن يدوم بهذا الشكل بأى حال من الأحوال.. وبعد الثورة تكاثرت الأحزاب المصرية حتى وصلت إلى ما يقرب من سبعين حزباً وأظن أن هذا يندرج فى قائمة الإيجابيات لأن الوطن كان يعج ولايزال بمختلف التيارات وكثير منها كان محروماً من البوح وكثير منها كان مقيداً بقيود تشبه السوليفان فالواقع أمام العالم أن مصر بلد ديمقراطى والحقيقة أن هذه الديمقراطية على أيدى مجموعة من حكام البلد فى هذا الزمن الماضى لم تكن سوى مجرد ديكور جميل لوهم فإذا أراد المواطن تجسيده وتحويله إلى واقع قد يقع تحت طائلة الاستجواب والخبث السياسى..

الأحزاب اليوم من حقها أن تعيش نصيبها من الحرية الحقيقية وأن تخرج من هذا الديكور الكاذب وكثير من القيادات الحزبية عليها مراجعة حصاد التجربة خاصة فى تلك الأحزاب الكلاسيكية القديمة.. أما الجديدة فعلى الشباب أن يقتربوا من الجماهير وأن ينصهروا فى مشاكلهم وآلامهم، القضية ليست رئاسة أحزاب وعضوية أحزاب ومزايا وإعلان وإعلام.. القضية هى كيف تعود الأحزاب إلى الشارع المصرى بكل شموخ وكبرياء وليس بتقليد أحزاب أخرى أو سرقة كوادر من أحزاب أخرى، الأحزاب المصرية اليوم تعيش زهو التجربة وقد تجاوزت القيود والأسلاك الشائكة، الجمهور ينتظر منها ويترقب كيف تتحول برامجها إلى واقع معاش وليس مجرد خطب رنانة وشعارات تتبادلها العيون فى الصحف والنت ووسائل التواصل الاجتماعى المختلفة.