اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 02:10 م

عن ترشح السيسى للرئاسة

الإثنين، 23 سبتمبر 2013 11:56 ص

نحن المصريين نموت فى الجدل، المنطقى أحيانا والفارغ أحيانا أخرى، ومثال على ذلك قضية ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية، الرجل أعلن بوضوح أكثر من مرة، أنه لن يترشح لهذا المنصب الرفيع، ولا يفكر فيه، وأن حماية حدود مصر وأمنها أشرف بكثير وأعلى لدى قيادات الجيش من أى منصب سياسى، بل وطالب المتحمسين لترشحه والمنظمين بناء على رغبة منهم لحملات تدعو لانتخابه، طالبهم بالتوقف عن تلك الحملات التى بلا طائل.

الكلام إذن واضح وصريح من شخص نحترمه ونثق فى كلمته مثل السيسى، ومع ذلك ومنذ قيام الجيش بالاستجابة للشعب فى 30 يونيو والإطاحة بالاستبداد الإخوانى، أصبحت قضية ترشح الرجل للرئاسة هى القاسم المشترك بين الفرقاء من كل لون وطيف سياسى، الإخوان وأذنابهم يروجون لفكرة ترشح السيسى للرئاسة من باب الطعن فى أهدافه النبيلة فى 30 يونيو، وأنها لم تكن لوجه الله والوطن.

عدد من النشطاء وأعضاء الكتل المسماة بـ«الثورية»، يتحفظون على ترشحه للرئاسة، «لاحظ أنه يرفض الأمر، وأن باب الترشح لم يفتح أصلا»، ويدعون قيادات الجيش للتفرغ لقضايا الأمن والحدود، ومن غير الجيش يفعل ذلك ويسهر عليه؟ وهل يحتاج فى ذلك إلى لفت نظر؟

نشطاء آخرون تطوعوا لتدشين حملة ترشيح السيسى رئيسا، وجمع توقيعات تؤيد هذا الترشيح «لاحظ موقف الرجل ومطالبته الحملات التى تدعو لترشحه بالتوقف»، وكل يوم تعلن هذه الحملات عن جمع مليون توقيع أو مئات الآلاف، وكأنها تسير على خطى حملة تمرد، ولكن فى الاتجاه المعاكس.

الغريب أنه رغم غياب القضية أصلا التى يمكن أن يثار الجدل حولها، بعد موقف السيسى القاطع، إلا أن سياسيين مخضرمين مازالوا يفترضون ترشحه، ثم يفتحون مجالا واسعا للنقاش والسفسطة حول ضوابط هذا الترشح، هل يكون الترشح من موقف وزير الدفاع، أم يستقيل وينضم إلى أحد الأحزاب ثم عليه الترشح؟

ما موقف الدول الغربية من هذا الترشح.. هل تراه متسقا مع الإطار العام للعملية الديمقراطية؟ أم تراه إعلانا بتأميم العملية برمتها؟ إلى آخر هذه الافتراضات الغريبة التى يصدعنا بها الضيوف المحترفون، ولاعبو التوك شو ليل نهار، ياعالم ياهو اسمعوا وعوا، لكل مقام مقال، ولا تشغلونا بأوهامكم وافتراضاتكم غير المنطقية، ورحم الله الساكتين الصامتين المفروسين من أمثالنا.