اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 12:24 ص

جبهة الإنقاذ.. رحيل أم بقاء؟

الثلاثاء، 23 يوليو 2013 07:37 ص

بمناسبة الجدل حول جبهة الإنقاذ، وهل من الأفضل حلها أم الإبقاء عليها، أقول أنه حين ولدت الجبهة، توجهت الأنظار إليها بوصفها الكيان الذى يمكنه أن يواجه جماعة الإخوان وحلفاءها، وكانت هذه النظرة تعبيرا عن أمل كبير فى إمكانية أن يكون هناك على الأرض قوى سياسية تستطيع إنزال هزيمة بالقوى التى ظلت تتاجر بالدين وتكسب من وراء هذه التجارة معارك البرلمان والنقابات، وبالرغم من أن مكاسب الإخوان كانت تأتى بقوة التنظيم وغياب الدولة، فإن تلك المكاسب كانت تأتى أيضا من ضعف القوى السياسية المعارضة.
منذ ولادتها الأولى ولأنها كانت كيانا كبيرا تعرضت «الإنقاذ» إلى حملة هجوم كاسحة قادتها جماعة الإخوان، ومعهم حكم الأهل والعشيرة، وصفوها بـ«جبهة الخراب»، قال عنها حازم أبوإسماعيل إن أيدى قادتها تسيل منها الدماء، وقالوا إن جمهورها من المسيحيين، وقالوا إنها لا تستطيع أن تحرك الشارع، وأنها عاجزة عن تقديم أى فعل إيجابى، وقالوا إنها تتلقى تمويلا من الخارج، وقالوا إنها تلجأ إلى العنف.
لم يترك الإخوان والأهل والعشيرة فرصة فى أى مكان ومجال إلا وكانوا يرددون تلك الانتقادات الفارغة، كان هذا بمثابة حرب يتم شنها بلا هوادة من أجل القضاء على أى تكتل سياسى كبير، يتمنى المصريون الذين يرفضون الاتجار بالدين أن ينشأ ويترعرع من أجل أن يواجه هؤلاء التجار.
صدقت جماعة الإخوان نفسها، وعبرت عن ذلك على لسان قادتها، وأبرزهم محمد البلتاجى وخيرت الشاطر الذى قال إن المتظاهرين ضد إعلان مرسى الاستبدادى هم 60 ألفا منهم 40 ألف مسيحى، كان ذلك ذروة السفه فى التقدير، وذروة الاستعلاء على الآخرين، وتعبيرا عن أن هؤلاء لا يرون سوى أنفسهم، وأنهم قد بلغوا فى الثقة حد الغرور الذى يصل بهم إلى الاعتقاد بأنهم وحدهم الذين يملكون الشارع.
فى الاستفتاء على الدستور، تلقت جماعة الإخوان ومعهم الأهل والعشيرة نتائجه على نحو أنه استفتاء على قوتهم فى الشارع، وأن حصول الدستور على 64% من أصوات الذين شاركوا فى الاستفتاء يعنى استفتاء جديدا على قوتها ومن معها، وفى المقابل فإن %36 رفضوا الدستور كان دليلا على ضعف جبهة الإنقاذ.
أصابت نتيجة الاستفتاء جماعة الإخوان ومن معها بالغرور القاتل، وظنى أنها كانت سببا رئيسيا فى صلف الجماعة وغرورها، وتصميمها على عدم القبول بأى مبادرة تطرحها أطراف معارضة لتجاوز الأزمات السياسية المتلاحقة، فكيف لها أن تقبل بأى حل تطرحه جبهة الإنقاذ، والجبهة لا تؤثر على الشارع.
هكذا كانت تفكر الجماعة، وهكذا كانت تسير بالأحداث، وهكذا واصلت كلامها وواصلت تهديداتها، وواصلت العزف على نفس النغمة التى بدأتها منذ ولادة جبهة الإنقاذ، كـالقول بأنها «جبهة الخراب»، وتوصيفات سفيهة أخرى.
كانت حالة الاستقطاب تتعمق فى الشارع المصرى، ففى جانب تصطف جماعة الإخوان ومن معها من الأهل والعشيرة، وفى الجانب الثانى القوى المعارضة وكان عنوانها ورمزها هو جبهة الإنقاذ.
تراكمت الأزمات، وتصرفت الجماعة على نحو أنها هى التى تمتلك الشارع وأنها وحدها التى تمتلك مفاتيح تحريكه، لكن الشارع كان يسير فى اتجاه آخر تماما.
..يتبع