اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 05:37 م

هى ثورة يا سيادة المستشار طارق البشرى

السبت، 13 يوليو 2013 07:00 ص

ماذا لو ثار الشعب ضد منظومة الحكم القائمة؟، هل يمسك رجال الحكم الدفاتر والأوراق، ويتحدثون عن القوانين والدساتير لمواجهة ومقاومة هذه الثورة، والتدليل على أن الشعب على خطأ وهم على صواب؟.
هل يكفى أن يتحدث الحاكم وبطانته ورجاله عن عدالة القانون والالتزام به، هل يكفيهم أن يطالبوا الآخرين بالالتزام بهذا القانون، بينما هم لا يحترمونه، ويشهد عليهم فى ذلك هذا الشعب الثائر؟
الثورة تصنعها الأغلبية نتيجة تعرضها للظلم، والقانون يضعه الفقهاء لصيانة الأوطان بتحقيقه للأمان والعدالة لأبناء هذه الأوطان، وحين تخرج الشعوب ثائرة فهذا يعنى أنها بلغت الحد الذى ليس بعده أمان لها.
فى 30 يونيو قامت ثورة، لا يراها كذلك المستشار طارق البشرى بكل قيمته الوطنية والفكرية، فحسب مقاله يوم الأربعاء الماضى بالزميلة «الشروق، قال: الصراع القائم الآن هو بين الديمقراطية والحكم والانقلاب العسكرى، وليس بين الإخوان ومعارضيهم».
يستند البشرى فى وجهة نظره على الدستور كسند يحدد انتخابات برلمانية ستؤدى بالأغلبية الفائزة إلى تشكيل الحكومة، وكان ذلك على الأبواب وفقا للدستور وإجراءات دستورية مؤسسية سليمة، لكن القوات المسلحة تحركت لتعلن وقف العمل بالدستور وتعود بالبلاد من جديد لمرحلة حكم غير دستورى.
يطرح «البشرى» هذا السند متغافلا حقيقة هامة وهى، أن الثورة تقوم ضد أبنية فاسدة، وخروج الملايين يوم 30 يونيو كان ضد المنظومة الموجودة بدستورها والنتائج المترتبة عليه، فقد أدى الدستور إلى تشرذم المصريين، ودعنا يا سيادة المستشار من الحديث عن أن هذا الدستور حاز على أغلبية فى الاستفتاء، فالذين صوتوا عليه %32 من إجمالى الناخبين، «17 مليونا من 52 مليون صوت»، ووافق عليه «10» ملايين، والحقيقة أن هذا يدفع لإدانة النظام الحاكم لفشله فى بث الثقة لدى المصريين بأنهم أمام دستور يليق بهم.
أما أكثر ما يبعث على الدهشة فى مقال المستشار البشرى وله كل الاحترام قوله، بأن الحراك الذى حدث يوم 30 يونيو منقسم بين جماهير تجمعت فى ميدان التحرير معترضة على الرئيس المنتخب، وبين جماهير أخرى تجمعت فى ميدان رابعة العدوية وما يماثله مؤيدة للرئيس، وهذا الحراك المنقسم لا تحسمه إلا الانتخابات، ومبعث الدهشة فى أنه يعقد مقارنة يبدو منها وكأن الشعب المصرى منقسم إلى نصفين، وهذا ليس صحيحا من بعيد أو قريب، فالملايين الثائرة التى خرجت يوم 30 يونيو، لا يمكن مقارنتها بالتجمعات الأخرى المؤيدة فى ميدان رابعة العدوية، مضافا إليها أى أماكن أخرى.
ينقلنا ذلك إلى القول بأن ما حدث هو ثورة شعبية بامتياز قامت ضد حكم استبدادى تجسد فى مشروع الإخوان وحلفائهم الذين أدخلوا المصريين فى متاهات كبيرة، ودخل الأمن القومى فى خطر كبير، فماذا كانت تفعل القوات المسلحة أمام ذلك؟، تعلمنا منك يا سيادة المستشار أن الثورة تكون ضد منظومة فساد، ونحن شاهدنا فسادا سياسيا خلال عام دفع المصريين للثورة، ولو شعر الناس بصدق حكم الأهل والعشيرة ما أقدموا على ثورتهم التى كانت محددة سلفا ومعلوم خططها وموعدها، فأى عبقرية تلك يصنعها المصريون؟