اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:14 ص

آن باترسون «السفيرة المنبوذة»

الخميس، 11 يوليو 2013 10:07 ص

فى العرف الدبلوماسى أصبحت السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون «شخصا غير مرغوب فيه» و«السفيرة المنبوذة» ولن ينسى لها المصريون ما قامت ومازالت تقوم به من دور مشبوه ومؤامرات لإجهاض الثورة الشعبية المصرية فى 30 يونيو التى فى طريقها لإجهاض المخطط الأمريكى للسيطرة على المنطقة من خلال دعم تيار الإسلام السياسى وتحديدا جماعة الإخوان بعد إسقاط الأنظمة العسكرية الوطنية التى رأت واشنطن أنها استنفدت أغراضها فى تحقيق جزء كبير من مخطط السيطرة. السفيرة الأمريكية لا تنفذ مشروعها الخاص فى مصر، قاعدة الانطلاق للمؤامرة الأمريكية الكبرى لإعادة صياغة المنطقة الممتدة من المغرب العربى وحتى باكستان، بل هى كعادتها دائما كما يشهد بذلك تاريخها فى العمل الدبلوماسى أداة –غير نظيفة- للإدارات الأمريكية المتعاقبة لتحقيق ما سعت واشنطن منذ نحو 20 عاما لتنفيذه على أرض الواقع واستخدام الإخوان فى مصر وباقى دول المنطقة كذراع سياسى يستطيع وراثة الأنظمة الوطنية بتوظيف الدور المعنوى القوى للدين لدى شعوب المنطقة. باترسون حاولت فى مصر تطبيق السيناريو الذى قامت به خلال عملها فى باكستان وأفغانستان لإشاعة الفوضى والاغتيالات والتفجيرات وزرع الفتن الطائفية هناك وفقا للنظرية الأمريكية الشهيرة بعد أحداث سبتمبر 2001 المسماة «بالفوضى الخلاقة». مخطط التوريث الإخوانى فى المنطقة بدأت ملامحه بعد أحداث سبتمبر مباشرة، وكان هناك سؤال محير ومثير للدهشة دائما، وهو لماذا خرجت جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى من قائمة الإرهاب التى أعدتها واشنطن عقب تفجيرات سبتمبر. ربما لم تستمر الحيرة طويلا بعد أن كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت عقب أحداث سبتمبر عن وجود اتصالات مع جماعة الإخوان ولم تخف رغبة واشنطن وإعجابها فى إمكانية تطبيق نموذج الحكم التركى الإسلامى فى المنطقة. واستمرت بعدها الوزيرة كونداليزا رايس فى النهج ذاته فى إعداد الإخوان كورقة بديلة للقفز على السلطة فى دول المنطقة وفى المقدمة دولة القاعدة مصر لتنفيذ المخطط الأمريكى الأصيل وهو ذاته المخطط الصهيونى. بدا لأمريكا أن الحلم تحقق بعد 25 يناير 2011 وصعود الإخوان كضربة البداية فى المشروع الكبير. اللحظة الراهنة بعد سقوط الوهم الأمريكى بفعل الإعصار والزلزال المصرى فى 30 يونيو تشهد الذعر والجنون الأمريكى وعملاءها من الإخوان وغيرهم فى مصر لأنها معركة حياة أو موت للامبراطورية الأمريكية وليس لإدارة أوباما فقط.