ياشار حلمى : قلت لرئيس رومانيا إن الدواء المصرى يجرى فى دماء كل مواطن رومانى.. أنشأت مركزاً لنشر الحضارة والثقافة المصرية وتعليم اللغة العربية بجامعة مولدوفا
الأحد، 09 يونيو 2013 02:47 م
أطلقت عليه الصحافة الرومانية لقب الفرعون المصرى بين الرومان، وحاصل على جائزة التميز، إنه رجل عام 2012 فى الصحة والعلوم من المؤسسة القومية "رومانيا 2000"، ومنحته جامعة بيوتيرا الدكتوراه الفخرية لعلمه الموثق بمعرفته لدول العالم، ولما يقدمه من علامات مميزة ومعرفة للعالم الآخر، وتم تعيينه "سيناتور فخرى دائم مدى الحياة" فى مجلس الجامعة، وحاصل على أعلى وسام من رئيس جامعة مولدوفا الحكومية، وهو الوسام الذى منح فقط لـ99 شخصية عالمية خلال 60 عاما، وكان هو أحدهم، وأول مواطن عربى يحصل على هذا الوسام، إنه ياشار حسن عباس حلمى، الرئيس التنفيذى لشركة فاركو أمبكس – رومانيا، الذى يؤكد أنه معتز بجنسيته المصرية، ولم يفكر مطلقاً فى الحصول على الجنسية الرومانية.
وقال "ياشار" لـ"اليوم السابع"، إنه حصل على وسام جامعة "مولدوفا"، نظراً لحبه الشديد لمصر، حيث قال وقتها لرئيس الجامعة، "ما الذى تطلبونه من مصر سأقوم به فى الحال"، وخلال تواجده بالجامعة قام بزيارة الطلبة الذين يدرسون اللغة العربية، فقالت له إحدى الطالبات، نرجو منك إنشاء مركز لنشر الحضارة والثقافة المصرية وتعليم اللغة العربية، فنظرت إليها وقلت لها جملتى المعهودة، "من أجل مصر سأسرع فى إنشاء مركز لنشر الحضارة والثقافة المصرية وتعليم اللغة العربية، وأنتم يا أولاد لكم دور مهم بعد إنشاء هذا المركز، فأنتم من ستقومون بنشر الحضارة والثقافة المصرية بين زملائكم الطلاب".
وأضاف "ياشار"، بعدما قلت هذا الحديث للطالبة، نظروا إلىّ جميعاً وقالوا، نحن على استعداد لفعل كل ما قلت، لكن نرجوك أسرع فى إنشاء المركز، وبالفعل فى غضون أيام قليلة تم تجهيز قاعتين فى مبنى جامعة مولدوفا الحكومية، التى تمثل أعرق جامعة هناك، وأرسلت 167 كيلو جراماً من الكتب التى تشرح تاريخ مصر والحضارة الفرعونية وتاريخ قدماء المصريين، ليعلم العالم أجمع أن مصر رمز الحضارة والثقافة فى العالم، فقدماء المصريين هم الذين اخترعوا الطب والعلوم والمعادن وتعريف الزمن منذ أكثر من ستة آلاف عام، وظهرت عظمة قدماء المصريين من بناء الأهرامات التى تعد من عجائب الدنيا السبع".
وأوضح ياشار أن هذا المركز مازال يعمل حتى الآن، وسيستمر فى أداء رسالته، بنشر الحضارة والثقافة المصرية مدى الحياة.
وأضاف قائلاً، "دعانى رئيس قسم اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية بجامعة بوخارست الرومانية، ووجدت أن هذا القسم ينقصه عدة أجهزة تعليمية لمساعدة الطلاب فى تعلم اللغة العربية، وجلست بين الطلاب وقلت لهم، يجب عليكم قبل أن تتعلموا اللغة العربية أن تعرفوا أن مصر هى أصل اللغة العربية ومنبع الثقافة والحضارة"، مؤكداً أنه ذكر للطلاب كلمة مصر "ليعلموا أن على الخريطة العالمية دولة عظمى تسمى مصر".
وأشار إلى أنه استمع خلال هذه الزيارة لمطالب الطلاب، والتى كان أهمها احتياج القسم لبعض الأجهزة والأشياء المكملة لكى يتمكن الطلاب من دراسة اللغة بطريقة أكثر علمية، مشيراً إلى أنه قال لهم، "إن مصر وشعب مصر يسعد دائماً بتقديم كل العون وكل ما يمكنه لأى دولة أو جامعة ينقصها أى أجهزة تساعد الطلاب على المزيد من العلم والمعرفة".
وتابع "ياشار"، "خلال أيام قليلة، قمت بحمد الله بتلبية احتياجات الطلبة والدارسين، وفى زيارة لى إلى مصر اشتريت كما لا بأس به من الكتب التى تبرز الثقافة والحضارة المصرية، والتى تتحدث عن كيفية بناء الأهرامات، وأهديتها للطلبة الرومانيين الدارسين للغة العربية لكى يتمكنوا من معرفة عظمة الفراعنة".
كما التقى "ياشار" برئيس رومانيا تريان باسيسكو، ودار بينهما حوار قال خلاله "ياشار"، أؤكد لك أن الدواء المصرى يجرى فى دماء كل مواطن رومانى".
لماذا اخترت رومانيا تحديدا، سؤال أجاب عليه "ياشار" بقوله، "لم نختر رومانيا.. بل دولة رومانيا هى التى اختارتنا، ولهذه قصة، فرومانيا أرسلت عام 1992 وفدا إلى مصر لكى يستوردوا فيتامينات، ووقع اختيار الوفد على استيراد مليون علبة جينسافيت من شركة فاركو للأدوية، الشركة الأم التى بدأنا فيها، واستهلك الشعب الرومانى مليون علبة فى سبعة أشهر تقريبا".
وتابع، "بعدها تلقى والدى الدكتور عباس حلمى اتصالاً من رئيس الوفد الرومانى، وقال له إن الشعب الرومانى استهلك الدواء ونريد مليون علبة أخرى، ثم جاء رئيس الوفد إلى الإسكندرية، والتقى والدى وقال له إن الدواء نال قبول الشعب بأكمله، ونرجو منكم تسجيل شركتكم فى رومانيا لتزويد المواطنين بأكبر كم من منتجاتكم، وبالفعل فى عام 1993 تم تسجيل الشركة فى رومانيا تحت اسم "فاركو أيمبكس"، وقامت الدولة الرومانية بتسجيل 50 مستحضراً دوائياً وغذائياً لشركتنا".
وأشار إلى أن الدكتور عاطف عبيد، رئيس وزراء مصر الأسبق، هو من قام بوضع حجر الأساس للشركة، أثناء زيارته على رأس وفد وزارى لرومانيا، وبحضور الدكتور حسن عباس حلمى، والدكتور شيرين، توأم الدكتور ياشار.
"ياشار" حاصل على لقب ممثل رئيس اتحاد غرفة التجارة والصناعة المزدوجة بين دولة رومانيا و61 دولة على مستوى العالم، وهو لقب لا يحمله إلا 12 شخصاً فقط، لذلك فربما يكون السؤال الآن، لماذا لم يحصل ياشار على الجنسية الرومانية، وهو ما رد عليه بقوله، "أنا ذهبت لرومانيا لأثبت للعالم أن مصر بها كفاءات ورجالات صناعة وعلم غير مسبوقين، وتحديت العالم بأكمله، والحمد لله وبمساعدة زملائى فى مجموعة الشركات التى أمثلها محليا وعالميا وهم ما يقرب من سبعة آلاف مواطن مصرى مخلص ومحب لبلده استطعت إن أحقق ما أصبو إليه".
وأضاف، "ذهبت إلى رومانيا لأرأس مجموعة أشخاص فى دولة غريبة، لا أعلم لغتها ولا ثقافتها أو حضاراتها، ولم يكن لى علم مطلقا لها ولكنى تحديت نفسى".
وأكد ياشار "لا توجد مغريات فى موضوع الجنسية، وأنا من الصعب أن أقع أمام المغريات، وبالفعل الدولة الرومانية تسهل لى جميع المجالات، ولو كان هناك تفكير فى الجنسية فتأكد أن التفكير وقتها سيأتى من الدولة الرومانية لمنحى الجنسية وليس منى، لأنهم يعلمون جيدا أن الشخصية المصرية تمتاز بالعطاء ومساعدة كل من يحتاج سواء بالمشورة أو بالفعل قدر ما استطاعت".
وقال "ياشار"، "أتمنى أن كل من يقرأ ما أقوله، سواء كان محباً أو فى غيبوبة عن حب مصر، أن يعود لرشده، ويعلم أن مصر أم الدنيا ورمز الحضارة والثقافة، وأم الدنيا لأنها تحتضن جميع مواطنى العالم بحب وإخلاص وعطاء ليس له مثيل".
وحول لقائه مع رئيس وزراء مولدوفا، قال ياشار، "التقيت برئيس الوزراء فيلادمير فيلات، وكان ذلك فى 12 أكتوبر الماضى، وتم اللقاء بمقر رئاسة مجلس الوزراء بدولة مولدوفا، وخلال حديثى معه أكدت أن دولة مصر فى غاية الاهتمام بالمساهمة فى توفير دواء صحى وأمن وبسعر زهيد للمواطن الرومانى، وقدمت له المساعدة والمشورة لتطوير صناعة الدواء فى مولودفا، حرصاً على صحة وسلامة المواطن المولودفى، وأكدت له أن مصر دائما سباقة فى تقديم كل ما تملك من خبرة فى مجال الصحة وصناعة الدواء".
واستطرد قائلاً، "كما أطلعته على آخر تطورات البحث العلمى بمشروع نهضة مصر العلمية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وآخر ما توصل إليه الباحثون فى معهد حلمى للعلوم الطبية الخاصة بأمراض الشيخوخة وكبار السن.
من جانبه أشاد رئيس وزراء مولدوفا بمكانة مصر العلمية، وطلب منى عقد لقاء آخر خلال زيارتى القادمة لمولدوفا، لوضع الخطوط المهمة والحيوية للتعاون ما بين البلدين فى المجالين الطبى والدوائى".