اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:09 ص

الاستراتيجية الباكينامية لجرعات التفاعلات الديمقراطية

الجمعة، 21 يونيو 2013 06:57 ص

ليس أغرب من قرارات الرئيس وجماعته، غير تصريحات وتفسيرات مساعديه ووزرائه، نحن الآن فى مرحلة تفسير الماء بالماء، والكهرباء بالكهرباء. إذا حدثتهم عن الفشل والعجز، يحدثونك عن الإنجاز غير الموجود، فإذا عبر الناس عن غضبهم من القرارات الفاشلة، تراهم يعتبرون الموضوع ديمقراطية وحرية وتفاعلات سياسية محمودة ومحطوطة. كأن الديمقراطية ممارسة نظرية. وابتكروا طريقة لطيفة للتعامل مع المظاهرات والغضب، باعتبارها تعبيرا وإنشاء، غير ملتفتين أو مهتمين بأنها نتاج تراكمات من الفشل، والعجز والإصرار على السير فى طريق العناد. وتفسيراتهم العميقة لما يجرى فى البلاد، حيث يندمجون فى وصلات تفسير وتعليل لاعلاقة لها بالواقع المتوقع.
ومن التفسيرات اللولبية، والتصريحات الاكتوارية، ما أعلنته الدكتورة باكينام الاستراتيجية، بأن المشكلة الأساسية أن الشعب المصرى الشعب جرعة حرية وديمقراطية كبيرة مرة واحدة، وأنه كان مكبوتا وممنوعا حتى جاء الإخوان ليعوضوه عن سنوات الحرمان والضياع، ومع أنها لم تقل ما إذا كان الشعب أخذ جرعة الديمقراطية الزائدة «حقن أو شم أو كبسول أو أقماع» وترى باكينام الاستراتيجية أن الشعوب الأخرى أخذت الجرعات بالتدريج، لكن باكينام وجماعتها أعطونا قرش الديمقراطية كله. وتواصل باكينام ابتكاراتها السياسية ونظرياتها العميقة، التى نزلت عليها فجأة، وتوجهت بالنصائح إلى الجميع، بأن يلعبوا انتخابات، غير ملتفتة إلى التشريعات المشمومة والقوانين المضروبة التى ينتجها مصنع الشورى تحت بير السلم.
أما وزير التخطيط عمرو دراج فأعلن أن ما يجرى هو تفاعل ديمقراطى، ولا يتطرق إلى كيفية تفاعل النظام مع هذا التفاعل الذى من طرف واحد، وهل من ضمن التفاعلات الديمقراطية، أن تطلق الجماعة رجالها وقبضايات الجماعة الإسلامية ليهددوا ويتوعدوا المتظاهرين المتفاعلين، وهل من التفاعل أن يتركوا إرهابيا متقاعدا فى محافظة سياحية، من دون تبرير. بالرغم من كل ردود الأفعال المحلية والعالمية على تعيين محافظ الأقصر، الذى لا يمثل أى خبرة فى السياحة ولا فى الإدارة، وخبراته كلها فى صناعة الموت والاغتيالات. وبجانبه تصريحات كابتن عبدالماجد وزملائه من الإرهابيين المتقاعدين، الذين قسموا البلد إلى ملاك جدد ومواطنين لايساوون شيئا فى مشروع جماعة السياحة الانتحارية، ويتحدث عن الرؤوس التى أينعت وحان وقت قطافها غير ملتفت إلى أنه يتحدث عن الشعب وليس عن دجاج مثلا. وهو نوع من أقماع نبذ العنف والتفاعل الديمقراطى التى تفضلها باكينام وعمرو.
وفى نفس المنزلق يعيش الدكتور هشام رئيس الحكومة ويرى أن مصر شهدت 22 مليونية سابقة، وأن أهداف الثورة لن تتحقق إلا بالعمل والإنتاج، ولم يتطرق إلى أن حكومته فاشلة فى العمل والإنتاج أو حتى مواجهة الزبالة. ويصر على القول إن حكومته تعمل ليل نهار.
هشام مثل باكينام وعمرو يحلقون فى سماوات الخيال، ويتحدثون عن بلاد أخرى لا نعرفها، ويحدثوننا عن خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة ومربعة ومستطيلة لتنمية سيناء، وهم غير قادرين على حفظ الأمن فيها ثم إنهم لايرون أنهم أحد أسباب الغضب بسياساتهم ومشوراتهم ومحافظيهم وإرهابييهم... وتبقى جرعة الديمقراطية الباكينامية أفضل ما يمكن تناوله من أقماع.