اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 06:45 م

السفيرة الأمريكية ومحاولة إنقاذ الإخوان

الخميس، 20 يونيو 2013 10:09 ص

ما سر التحركات الأخيرة للسفيرة الأمريكية بالقاهرة السيدة آن باترسون؟ وما الهدف من ورائها قبل 30 يونيو؟.. اللقاءات والمقابلات الكثيرة للسفيرة مع قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدنى وشخصيات عامة مؤثرة فى المجتمع فى لحظات سياسية واجتماعية حرجة للغاية، ومصر فى انتظار تغييرات، ربما تكون جذرية وصريحة فى نظام الحكم، كلها مقابلات ولقاءات تثير الكثير من علامات الاستفهام والشكوك.. فالسفيرة الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط وبفن التعامل مع تيار الإسلام السياسى واحتوائها ودعمها إن لزم الأمر، وفقا لمصالح بلادها، منذ أن كانت سفيرة فى باكستان.

التحركات المعلنة وغير المعلنة للسفيرة الأمريكية، واللقاءات التى تعقدها داخل وخارج مقر السفارة بالقاهرة، لا تؤشر لنوايا طيبة، ولا تصب بالتأكيد مع مطالب الشعب المصرى فى التغيير، والتخلص من حكم الإخوان، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فالسفيرة شخصية قوية، ولديها الخبرة الكافية بالأوضاع الداخلية. فالسفيرة تنفذ السياسة الجديدة للإدارة الأمريكية ولوزير الخارجية جون كيرى الذى يرى بضرورة استمرار المراهنة على حكم الإخوان، ودعمهم فى ظل ما تقدمه الجماعة للأمريكان وإسرائيل بصورة أذهلت واشنطن وتل ابيب إلى الحد التى وصف فيه قادة اسرائيل الرئيس مرسى والإخوان بأنهم كنز استراتيجى آخر، يفوق ما قدمه مبارك لإسرائيل وأمنها.

إذن التحركات بطول البلاد وعرضها للسفيرة الأمريكية، وتدخلها بالتصريحات المستفزة فى الشؤون الداخلية المصرية، تؤكد أنها تحركات لا تحمل نوايا سليمة للمعارضة المصرية، وللقوى الثورية والسياسية المعارضة للإخوان قبل مظاهرات 30 يونيو، فالسفيرة لا تهدأ كعادتها فى التحرك الدؤوب لحماية الإخوان من مشهد النهاية، أو على الأقل رصد ما هو قادم، والاستعداد له، فالشعب سيحدد مصير العلاقة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية بعد يونيو، فالقوة الأعظم فى العالم لا تتوقف استراتيجيتها ومصالحها فى المنطقة، أو باقى دول العالم على رئيس أو جماعة أو تنظيم، إذا رأت أنه استنفد أغراضه لدى شعبه، وفقد مشروعية وجوده، مثلما حدث مع شاه إيران، وماركوس الفلبين، وزعماء أمريكا الجنوبية، وجعفر نميرى فى السودان. باترسون نجحت فى باكستان وأفغانستان فى سياسة التمزيق والتفريق، وأظن أنها لن تنال غرضها هذه المرة، بعد أن حسم الشعب أمره وموقفه من الإخوان، وأظن أيضا أنها ستكون المهمة الأخيرة غير الناجحة للسفيرة قبل بلوغ سن التقاعد.