اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-13

القاهره 04:18 ص

حركة «تمرض»

الخميس، 16 مايو 2013 12:17 م

الطرق الديمقراطية للتغيير واضحة لكل ذى بصر وبصيرة، فالعالم كله يعرف أن لغة الصناديق والانتخابات هى اللغة الرسمية لإرساء قواعد الحرية، فالشعب هو الفيصل الوحيد بين الفصائل السياسية إذا اختلفت فيما بينها، لذا شُرعت الانتخابات بمختلف درجاتها، لكن فى مصر نجد أن إفلاس المعارضة المصرية، يدفعها إلى ابتكار وسائل معيبة سياسية، وبعيدة كل البعد عن القانون، فعندما فشلت فى الانتخابات النيابية والرئاسية، بدأت تلجأ للأسف للعنف فى الشارع، وأخرجت علينا شياطين البلاك بلوك، لكن سلمية الشعب المصرى جعلت هؤلاء يعرفون أنهم نزفوا كل تواصلهم بالشعب، وخسروا كثيرا فى الشارع المصرى بسبب هذه المعارك النارية. وبعد فشلهم أيضا فى الزج بالجيش لحلبة الصراع السياسى، وجدناهم خرجوا علينا بعمل عبثى آخر تحت عنوان «حركة تمرد» معلنين سعيهم لجمع 15 مليون توقيع للإطاحة بالرئيس الشرعى، وأنهم نجحوا فى جمع 2 مليون توقيع بالرغم من أن صفحتها الرسمية لم يتجاوز عدد الذين أيدوها 100 ألف فقط، وأرى أنها حركة «تمرض» وشيخوخة مبكرة للمعارضة، فالعقل يحتم على من يستطيع أن يقنع 15 مليون مصرى بأفكاره، أن يذهب فورا للانتخابات النيابية القادمة ليحصل على الأغلبية، ومن خلالها يستطيع أن يسحب الثقة من الرئيس، بل ويشكل الحكومة، ويفرض سطوته على مجريات الأمور، لكنهم يريدون أن يكونوا الخصم والحكم، من خلال جمعهم هذه التوقيعات التى لايعلم أحد كيف جمعت ووسائل جمعها، ومدى مصداقيتها، فهل بمثل هذه الأساليب المريضة والمخالفة لصريح القانون يتم التغيير، ووجدنا فى المقابل أن هذه الأساليب المريضة دفعت مجموعة من الشباب يطلقون حركتى «تجرد» و«مؤيد» وأعلنت حركة مؤيد أنها جمعت 4 ملايين فى أربعة أيام، وعلينا نقف ونقول «عد ياعداد».إن مايحدث ماهو إلا مهاترات من معارضة، فقدت توازنها واختلت موازينها، وهذا الخلل جعلها تتحرك بشكل عبثى، وآخر عبثيتها إعلانها أنها ستنجح نهاية الأسبوع الحالى فى الإطاحة بالنظام!.

على المعارضة أن تتصرف بشكل عاقل، وتبعد عن الأساليب الصبيانية، فنحن نمر بوقت نحتاج فيه لكل الجهود، لأن بناء الوطن هو واجب الجميع، وعلى من يطمع فى السلطة أن يتخذ الطريق المستقيم للوصول للهدف، وكفاهم لفا ودورانا لن يفيدهم بل سيزج بهم لمزيد من الفشل.