اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 02:45 ص

حركة 6 إبريل ونضال المحلة

الأحد، 07 أبريل 2013 07:43 ص

فى 6 إبريل عام 2008، كانت مصر على موعد مع اختبار لمدى جدية دعوة للعصيان المدنى، وهل يمكن للمصريين أن يتفاعلوا معها.
انطلقت الدعوة قبل هذا اليوم بفترة، لم توافق عليها الأحزاب المعارضة، ولم تشارك فيها جماعة الإخوان، لم يهدأ إعلام مبارك من الاستخفاف بها، ولم يفوت رجال نظامه الفرصة للتشكيك فى وطنية أصحابها، وواصل الحزب الوطنى بقياداته وقواعده الحديث عن إنجازات مبارك، والحديث عن الذين يتربصون بمصر ويعملون على تخريبها.
كانت إشارات نظام مبارك تؤكد على أن اليوم سيمر عاديا، و دون علامة تذكر على أن هناك عصيانا، وحتى إن غضبت بؤرة شعبية، فلن يكون لها أثر يذكر، وبالتالى تبقى الصورة الجمعية للمصريين فى التاريخ، دليلا على تأييد الشعب المصرى لنظام مبارك، غير أن مدينة المحلة الباسلة خالفت هذا الرهان، ولقنت نظام مبارك درسا كبيرا، حين خرج آلاف من أبنائها فى الشوارع، وكان لعمال شركة غزل المحلة دور كبير فى مقدمات هذا اليوم، بالإضافة إلى المشاركة فيه.
فى غضب المحلة يوم 6 إبريل عام 2008، حدث شىء كبير يجب التذكير به، فبينما كانت حناجر المتظاهرين تردد الهتافات ضد نظام مبارك، قام متظاهرون بتكسير برواز كبير يحمل صورة مبارك، وإسقاطه على الأرض مع هتافات ضده.
كان تمزيق الصورة بعد تكسير البرواز وسط آلاف من المتظاهرين، بمثابة كسر لهيبة الحاكم، وتأكيد على أن شيئا كبيرا يواصل تشكيله فى مصر، ورسالة إلى من يهمه الأمر، كان مشهد المحلة كله نفيا لكل التصورات الكاذبة، بأن الشعب المصرى يسلم بقدره، ويرضى بحكم ظالميه ومستبديه.
فى هذا اليوم ولدت حركة 6 إبريل، لتنضم إلى حركات احتجاجية أخرى، كان أولها وأقواها حركة «كفاية» التى تأسست عام 2005 بشعار «لا للتمديد.. لا للتوريث»، والذى يعنى رفض التمديد لمبارك عبر الاستفتاء الشعبى فى نفس العام، ورفض التوريث الذى كان يعنى وراثة جمال لوالده فى الحكم.
فتحت «كفاية» الشهية، فولدت حركات احتجاجية أخرى مثل «9 مارس» المعبرة عن أساتذة الجامعات، وأطلقت مجموعة من الشباب الداعية للعصيان والمشاركة فيه على نفسها اسم «6 إبريل»، وجاء ذلك بمثابة التخليد لما حدث فى مدينة المحلة الكبرى.
أصبحت حركة 6 إبريل وعاء لقطاع من الشباب الحالم بالتغيير الذى لم يجد فى الأحزاب المعارضة الكبيرة شيئا من سخونة حلمه، وجدها غارقة فى مساومات ومناورات مع نظام مبارك، وأيضا لم يجد نفسه وحلمه فى تنظيمات القوى السياسية الأخرى كجماعة الإخوان، وقوى اليسار.
أصبحت حركة 6 إبريل من الأوعية الاحتجاجية الهامة لجيل تتقارب أعماره، وتتوحد أحلامه بالثورة، جيل لا يلتفت إلى المعارك الأيديولوجية، ولا يحرق طاقته فيها، وإنما يوظف هذه الطاقة فى التعبير العملى، فيتظاهر، ويقدم أشكالا من التعبير الجديدة وغير المألوفة، فعلت حركة 6 إبريل ذلك، وهناك من رفض أساليبها، وهناك من أيده، لكن لا أحد ينكر دورها فى ثورة 25 يناير، فقد كانت وظلت من طلائع هذه الثورة، وبالرغم من انتقادها مؤخرا بسبب مواقف لها رأى البعض أنها انحياز لمرسى والإخوان، إلا أنها عادت إلى معارضتها الجذرية، فتحية لها فى ذكرى تأسيسها.