اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 12:21 م

«الشورى» ينضح بما فيه ويشرع الكذب

الخميس، 04 أبريل 2013 07:03 ص

هل انتهينا من كل مشاكلنا وقضايانا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحللنا كل مشكلات الفقر والجهل والمرض، ولم يعد لدينا سوى البحث عن تشريع الكذب فى الدعاية الانتخابية؟.. السؤال مطروح لكل ذى عقل وعينين وأذنين وأرجل، بمناسبة هذا الانشغال التاريخى، والوقت الضائع الذى سرقه السادة المشرعون والترزية فى مجلس الشورى. تركوا كل المواد المهمة فى قانون الانتخابات، وتفرغوا للبحث عن أفضل طريقة لإلغاء مادة كانت تحظر الدعاية الدينية فى الانتخابات.
ولأن مجلس الشورى ينضح بما فيه، فإن المجلس غير الموقر بدلا من التركيز فى البحث عن أفضل المواد التى تتيح للمواطن المشاركة فى الانتخابات، والاختيار بحرية ومساواة، بحيث يكون مجلس النواب معبرا عن الشعب، ويفرز أفضل ممثلين، وأن يكون تقسيم الدوائر عادلا، ترك «جماعة النواب» ونواب الجماعة كل هذا وشغلونا بحلاوة الدعاية الدينية، وإنهاء أى حظر عليها، بحيث يسمح لكل من هب ودب بإطلاق ما شاء من دعايات، حتى لو كانت تقود للصدام والعنصرية والطائفية.
ونحن نعرف من تجاربنا القريبة كيف تحول الدين إلى أداة للتلاعب فى أيدى بعض الانتهازيين الذين يستغلون الدين لتحقيق إغراضهم. السياسة لا تعرف سوى المصالح، والخلط بينها وبين الدين يسىء للعقيدة وللبشر، ويكشف لنا أن السادة المشرعين لا يشعرون ولا يهتمون بما يحتاجه المواطنون، إنما يشغلهم أن يجلسوا على الكراسى. ليسوا مشغولين بالفقر والجهل والمرض وحجم الظلم الواقع على الفقراء والعشوائيات وملايين العاطلين والمحتاجين، إنما ينشغلون بالجلوس على الكراسى مهما كان الثمن، ولديهم الاستعداد للتضحية بكل غالٍ ونفيس ومواطن من أجل الكرسى.
المواطن يحتاج إلى نواب يمثلونه ولا يمثلون عليه، ويعرفون ما يحتاجه وليس ما يحتاجونه هم، نواب يعرفون كيف يواجهون الفقر والبطالة، ويبحثون عن أفضل طرق مواجهة الجريمة والانفلات، وتوفير مسكن لهؤلاء المرميين فى الشوارع، ولا يحتاجون لمن يخدعهم بشعارات كاذبة ووعود مزورة، وفى حال وجود هذا النائب فسوف يكون النظام مطابقا للإسلام والمسيحية وكل الأديان.
رأينا نوابا فى البرلمان المنحل اختارهم الناس تصورا أنهم يحملون أخلاقا وقيما، ففوجئ بهم يخدعونه ويضحكون عليه، ورأوا نائبا كذابا وآخر عديم النخوة والأخلاق. ولهذا فإن الجدل الدائر الآن لم يعد يخدع المواطنين والشعب الذى أصبح يكتشف من يضحك عليه ومن يخدعه. والله سبحانه وتعالى فى كل أحكامه يرضى عن كل من يسعد البشر، ويحقق العدالة، وليس على هؤلاء الذين يتاجرون باسمه ويزعمون العمل من أجل الناس، بينما يعملون من أجل مصالحهم.
وعليه ومن فوقه يمكننا تصور وتوقع نوعية النواب التى سوف يفرزها قانون أعرج فصله ترزية كل همهم هو الركوب، وهذه الضجة التى يثيرونها تكشف لنا إلى أى مدى تحول مجلس الشورى إلى مكان يخلو من نواب يعرفون ما يريده الناس، بل إنهم يمارسون أقصى درجات التجاهل والازدراء للمواطنين ومصالحهم. نحن أمام انتهازيين وكذابين يتهمون كل من يختلف معهم بازدراء الأديان، أو إهانة الرئيس، بينما لا يسىء للدين أكثر من هؤلاء الذين يكذبون ليل نهار من أجل كراسى زائلة.