اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 06:57 ص

كوافير مبارك.. وباديكير مجلس الشورى

الثلاثاء، 16 أبريل 2013 07:10 ص

مثلما كنا نتسلى بكلمات وإفيهات السادة أعضاء مجلسى الشعب والشورى أيام مبارك وحزبه الوطنى، ها نحن نواصل التسلية، وكأننا لم ننتقل من نظام لآخر، والفرق هو تغير الوجوه دون تغيير فى الحركات والتحركات.

ومن تفرجوا على ابتسامة الرئيس المخلوع مبارك أثناء إعادة محاكمته، يعرفون أنه ما كان ليبتسم لولا أنه يرى نظامه مستمرا فى حكم الإخوان. وكأن شيئا لم يتغير، ولعل جلسة مجلس الشورى التى ناقش فيها السادة الأعضاء بالشورى محاكمة مبارك، خير دليل على أننا مانزال نعيش على نفس خشبة مسرح مبارك. الممثلون هم أنفسهم، والسيناريو واحد، حزب حاكم محتكر، أصبح حزباً آخر أضيفت إليه جماعة ومكتب إرشاد، ومعارضة مبارك هى نفسها معارضة مرسى، لكن الغريب والمثير أن السادة الأعضاء تجاهلوا ما يجرى الآن وانشغلوا بمكياج الرئيس السابق فى جلسة إعادة المحاكمة، ولم يلتفتوا لمكياج نظامهم، وركزوا على كوافير مبارك، ونسوا باديكير مجلسهم وجماعتهم وإرشادهم.

انشغل السادة أعضاء مجلس الشورى الميمون بمانيكير وباديكير وكوافير مبارك فى المحاكمة ولم ينشغلوا بأنهم يسيرون على خطاه وبنفس طريقته. بعد أن تفرجوا على المحاكمة قرروا أن يفرجونا على فقرة شو تنافس فقرات الرئيس السابق وإشاراته وابتساماته، ويبدو هذا من تأثيرات برامج السخرية الفضائية، والتى بانت على السادة أعضاء الشورى وطفقوا يلقون النكات والافيهات، من دون أن يفيدونا بما يجب أن يكون، أو يقدموا لنا طريقة لمحاسبة المفسدين.

السادة الأعضاء لم يقدموا لنا مبررا أو سببا لهذه المناقشة المسرحية، وأسئلتهم عن كوافير المخلوع والمانيكير، وأتحفنا السيد أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى بمعلومة عميقة عندما قال إن الساعة التى كان يرتديها مبارك أثناء المحاكمة تساوى 2 مليون جنيه وأنه السيد رئيس الشورى يعرفها لأنها من هدايا الأهرام ولم يقل لنا الدكتور فهمى ما هى الإجراءات التى اتخذها مجلسه لاستعادة المال العام. ومنع الهدايا والعطايا، وبدلات اللجان التى يحظى بها أهل الثقة فى مجلسه للشورى ومجلسه للصحافة، مع العلم بأن الهدايا ماتزال توزع على السادة الحكام الجدد، والنياشين التى يمنحها فلان لنفسه، وبدلا من أن ينشغل السادة الأعضاء بالكوافير والمانيكير عليهم أن يقولوا لنا عن كيف انتقل توريث وإهداء المناصب من مبارك وحزبه إلى الجماعة وحزبها، ومانزال نرى مناصب يحتلها الأقارب والأصهار، وتقتسمها الجماعة، وأن هذا كله هو ما يجعل مبارك يبتسم.

ولم يشرح لنا السادة أعضاء الشورى كيف وصل الحال بالرئيس المخلوع أن يسخر منهم ومن فشلهم، كان الترزية أحد أسباب غضب الشعب من نظام الوطنى ومبارك، وها نحن نرى نفس الترزية المشغولين بالكوافير والمانيكير وبفضل فشلهم واحتكارهم ابتسم مبارك وسوف يضحك ويقهقه.

ومن المثير للضحك أن بعض السادة أعضاء الشورى وهم يلقون بالإفيهات، ويتهمون الثورة المضادة، بأنها وراء ابتسامة مبارك، ولو نظر النائب وزملائه فى المرآة، لرأوا الثورة المضادة ماثلة أمام أعينهم، وهم يكررون تمثيليات مبارك ونظامه.
وعلى السادة «الأعضاء» أن يبحثوا عن السبب الذى جعل مبارك يضحك عليهم لأنه يراهم يفعلون ما يحاكمونه عليه.