اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 11:01 م

الإمارات.. لمصر لا للإخوان

الثلاثاء، 26 مارس 2013 09:53 ص

يستحق الإخوان درجة الدكتوراة فى فلسفة الفشل السياسى فى إدارة شؤون مصر بامتياز طوال الفترة الماضية. فالفشل هو العنوان العريض والصريح والواضح لنظام الحكم الحالى فى مصر الذى أطلق الوعود الكاذبة والأحلام الزائفة على الشعب الذى سرعان ما اكتشف الخديعة الكبرى فلم يتحقق شىء من وعود «النهضة» والـ«200 مليار دولار» والـ«100 يوم». فى ظل حكم الإخوان انقسم المصريون لأول مرة فى تاريخهم القديم والحديث والمعاصر إلى طوائف متحاربة بسبب الغباء السياسى للجماعة واستكبارها وعنادها وغرورها الأجوف. لم يكتف الإخوان بالفشل الذريع فى الداخل، فاتجهوا بفشلهم إلى الخارج وتأزمت علاقات مصر بعدد من أشقائها العرب لأسباب خاصة بالجماعة الفاقدة للبصيرة السياسية فى إدارة العلاقات الخارجية، خاصة فى محيط مصر العربى، فلم تفصل الجماعة بين مصالحها الخاصة وبين المصالح العليا للوطن وأقحمت المصريين فى أزمات متلاحقة مع الأشقاء العرب الذين كانوا دائما عونا وسندا لمصر فى أوقات المحن والشدة.

الإمارات صاحبة المواقف الشجاعة مع مصر وصاحبة الأيادى البيضاء على شعبها يحاول الإخوان الآن إفساد علاقات الأخوة مع هذا البلد المضياف والكريم الذى يعيش على أرضه أكثر من 350 ألف مصرى، لأسباب تتعلق بأعضاء فى الجماعة تتهمهم الإمارات بالتورط فى تنظيم محظور وغير شرعى على أراضيها، وتدخل مصر فى أزمة مع هذا البلد الشقيق الذى يحمل شعبه كل معانى الحب والعرفان لمصر وللمصريين. البلد الذى وقف إلى جانب مصر العروبة الغائبة عن وجدان الإخوان، فى حرب أكتوبر وما بعدها، عندما قرر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قطع البترول عن الغرب لدعم مصر فى حربها مع العدو الصهيونى، وعندما انتهت الحرب ضخت إمارات زايد الخير الأموال لمساعدة مصر فى البناء والتعمير فى كل مكان، وعندما فرضت الدول العربية القطيعة على الشقيقة الكبرى بسبب زيارة السادات وكامب ديفيد وقف الشيخ زايد فى مؤتمر القمة العربية فى عمان عام 81 ليعلن موقفه العروبى وأعلن «إذا لم تأت إلينا مصر فعلينا أن نذهب إليها»، وكانت الإمارات العربية سباقة فى إعادة علاقاتها مع مصر.

لا يعى الإخوان خطورة اللعب بالنار فى العلاقات العربية فى وقت نحتاج فيه إلى كسب ثقة الأشقاء لدعم مصر ومساعدتها للخروج من أزمتها. مصر ليست الجماعة لتخوض معاركها الخاصة، مصر أكبر بكثير وستبقى دائما قلب العروبة النابض رغم أنف الكارهين.