اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 05:00 م

الجيش والشعب.. ساعة تروح وساعة تيجى!!

الأربعاء، 13 مارس 2013 10:23 م

لقد أصبحت علاقة الشعب بالجيش علاقة غريبة وفريدة من نوعها فقد كان الجيش طوال السنوات الماضية له هيبته وقدسيته التى يتميز بها عن دونه من مؤسسات الدولة إلى أن قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وأصدر الرئيس السابق محمد حسنى مبارك قراره بنزول الجيش إلى الساحة بعد انهيار جهاز الداخلية يوم الثامن والعشرين من يناير مما أدخل الدولة المصرية فى فوضى عارمة مازلنا نعانى منها حتى وقتنا هذا. ومع نزول الجيش إلى الساحة استقبلته الجماهير الثائرة من الشعب بمزيج من الخوف والتوجس المصحوب بالترحاب الشديد والذى سمعنا من خلاله النداء الشهير (الجيش والشعب إيد واحدة) ، وإحقاقاً للحق فإن الجيش المصرى وقادته وقتها كانوا سبباً رئيسياً فى نجاح الثورة والحفاظ عليها بعدما أعلنوا انحيازهم التام للشعب المصرى وبالفعل تخلى مبارك عن السلطة وأسندها للقوات المسلحة ليتغير الحال مائة وثمانين درجة فقد انقلب الشعب على الجيش فجأة وبدأت النخبة فى مهاجمته ومهاجمة قادته وتدريجياً ظهر شعار ونداء جديد (يسقط حكم العسكر!!) وكتبت الأقلام ضد الجيش والمشير طنطاوى وأصبح الجيش هو العدو الأول للثورة!! واتهمه البعض بالأخونة وأصر الجميع على كسر هيبته وتصعيد الموقف وإشعاله إلا أن الجيش تحلى بضبط النفس لأقصى درجة ومر بالبلاد كعادته من المرحلة الحرجة وأقام الاستفتاء ومن بعده انتخابات المجالس النيابية ثم انتخابات الرئاسة وسَلم السلطة فى الموعد الذى حدده للتسليم لسلطة مدنية منتخبة وعاد إلى معسكراته وإلى دوره الطبيعى. هذا ملخص بسيط وسريع لما حدث إلا أنه فى الآونة الأخيرة تغيرت النغمة وأصبح من كان يسُب الجيش بالأمس وينادى بإسقاط حكمه أصبح الآن يستغيث بالجيش ويردد أن الحل فى تدخل الجيش السريع والانقلاب على النظام!! حقاً إنه أمر عجيب !! وإن دَل فيدل على قلة خبرة النخبة الملقبة بالثوار ويدل أيضاً على قِصر نظرهم وانعدام رؤيتهم المستقبلية. ألم تسبوا الجيش على الملأ؟! ألم تطالبوا بمحاكمة رموزه؟! ألم تتهموا من أيَّد الجيش بالعمالة تارة وبالعبودية تارة أخرى (وأنا شخصياً كنت من ضمن هؤلاء الذين اتهمتموهم)، كفاكم عبثا بمقدرات الوطن وكفاكم استغلالا للأشياء والمواقف لمصالحكم الشخصية فقط وأرجوكم ارفعوا أيديكم عن الجيش فلم يتبق لنا شىء غيره نستطيع الاتكاء عليه بعدما تم حرق كل شىء وضياع كل هيبة وانهيار أخلاق المواطن.