اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 11:57 ص

«باكينام» خبيرة «التريكو» السياسى

الخميس، 28 فبراير 2013 12:01 م

سألت كثيرا عن السيدة مستشارة الرئيس باكينام الشرقاوى، وبحثت أكثر عن وضعها السياسى والشعبى فى زمن مبارك، فلم أجد سوى الإجابات التى تشير إلى أن الدكتورة باكينام واحدة من هؤلاء الذين كانوا يسيرون فى بطن الحيط، وليس فى ضله، خوفا من بطش النظام أو تأثيره على تدرجها الوظيفى.

فى الوقت الذى كانت تجلس الدكتورة فى منزلها أو مكان عاملها «كافية خيرها شرها» خوفا من تقارير أمن الدولة، أو تأثيرها على وضعها الوظيفى، كان العشرات من نساء مصر الجدعان يتظاهرن فى التحرير، وعلى سلالم نقابة الصحفيين ضد مبارك طلبا للحرية، ويتعرضن للضرب والسحل والحرمان من المناصب، بينما كانت الدكتورة باكينام تمارس بانتظام حشو عقول الطلاب بمناهج عقيمة، ولم نسمع أن أمن الدولة الذى كان ينتشر فى ربوع الجامعة حرمها من درجة وظيفية بسبب موقف سياسى مناهض لسياسات مبارك القمعية، أو تعرض لها بالقول أو الفعل بسبب تحليل سياسى مكتوب، أو رأى سياسى فى راديو أو تليفزيون حول استبداد مبارك وتدميره لعلاقات مصر الدولية.

دعك من الماضى، كل إنسان من حقه أن يتجاوز حقبة «الجبن»، وارتعاد الفرائص، والخوف على مرتب آخر الشهر، والتدرج الوظيفى، حتى ولو كان المقابل كتمان شهادة الحق فى وجه الحاكم الظالم.. إحنا ولاد النهارده.. والنهارده الدكتورة باكينام هى الوحيدة مع قلائل الذين بقوا فى الهيئة الاستشارية بعد استقالة عدد من الأسماء المحترمة بسبب تعامل الرئيس معهم كقطع ديكورية لا تستشار، لكنها مجبرة على أداء مشاهد التبرير بجدارة، وابتذال فى بعض الأحيان.

فضلت الدكتورة البقاء كجزء من الديكور الرئاسى لتنشغل بحياكة قطع من «التريكو» التنظيرى والتبرير، لتغطى به ما يتعرى من مؤسسة الرئاسة بسبب أخطاء الرئيس ووعوده التى لا تحقق، ووصل الأمر بالدكتورة ذات مرة إلى أنها حاكت قطعة «تريكو» للتغطية على مشروع النهضة ومشروع الـ100 يوم قالت فيها إن مشروع الـ100 يوم حقق إنجازات كبرى لا تريد المعارضة أن تراها.. حياكة.. حياكة يعنى!

الدكتورة باكينام وصلت بها مهارة «الحياكة» إلى مرحلة قالت فيها إن التحرش بالنساء فى ميدان التحرير سببه غياب الإخوان عن الميدان، وهى نفسها التى فاجأت الجميع بنظرية سياسية جديدة قالت فيها إن تراجع الرئيس المتكرر فى قراراته ليس خطأ أو ضعفا إنما طريقة جديدة فى اتخاذ القرار.

العبقرية «الباكينامية» فى التبرير، ونفاق السلطان، ومحاولة الحفاظ على المنصب تجلت بشدة حينما سألوها عن الإعلان الدستورى، فقالت إنها تؤيده رغم أن الرئيس لم يخبر الهيئة الاستشارية بأى شىء عنه، ولما قالوا لها إن التأييد السريع للقرارات الرئاسية بدون علم السبب نوع من أنواع قلة الأدب، كما الضحك من غير سبب تماما، قالت الدكتورة العبقرية إن لديها معلومات عن مؤامرة داخل المحكمة الدستورية لعزل الرئيس، ولما سألوها عن مصدر معلوماتها ردت بسذاجة منقطعة النظير: «من قناة سكاى نيوز».

لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله، واعلم أن تلك هى طبيعة «الكائنات الباكينامية»، وهذه إمكانياتها التى تؤهلها لإدارة الحوار الوطنى، ومنح الرئيس الاستشارة والرأى، وبالتالى يبدو من الطبيعى جدا أن تخرج طبخة القرارات من البيت الرئاسى وهى ناقصة ملح ومنطق وعلم ومعرفة، وأى شىء مقنع للجمهور.. ابقى هاتى كتاب أبلة نظيرة يادكتورة!