اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:13 م

قائمة الإخوان فى انتخابات الصحفيين

زينب عبداللاه الأربعاء، 27 فبراير 2013 08:16 م

مع اقتراب موعد إجراء انتخابات التجديد النصفى لمجلس نقابة الصحفيين تشتعل المعركة الانتخابية التى تجاوزت حدود المنافسة المقبولة وبدأ استخدام بعض الأساليب التى تزيد من حالة الاستقطاب والانقسام وتبتعد عن المهنية، وما يجب أن تكون عليه الجماعة الصحفية فى هذه اللحظات الحاسمة فى عمر المهنة وعمر الوطن.

من هذه الأساليب ما تم ترويجه من قوائم سوداء وبيضاء وأبرزها تلك التى حددت أسماء بعينها على أنها تمثل مرشحى الإخوان فى انتخابات الصحفيين.

لأول وهلة وقبل قراءة هذه الأسماء شعرت بالاستياء وقررت ألا انتخب أى ممن تضمهم هذه القائمة ليس لأننى أنكر على أى صحفى الانتماء لاتجاه أو تيار بعينه - رغم أننى أرى أن الصحفى لابد أن يكون على مسافة واحدة من كل التيارات حتى يحافظ على حياده وموضوعيته - ولكن لأن من يسعى إلى عضوية مجلس نقابة الصحفيين باستخدام التقسيم الأيديولوجى أو بارتداء عباءة حزب أو جماعة لا يصلح لهذه المسئولية لأنه لن يكون مدافعا عن مصالح الجماعة الصحفية بقدر حرصه على مصلحة جماعته أو حزبه أو أيديولوجيته ولأن الخلافات السياسية والأيديولوجية بين أعضاء مجلس النقابة السابق كانت سببا فى فشله الذريع فى حل أى من المشكلات والتحديات التى تواجه الجماعة الصحفية، وخسر الصحفيون بسببها الكثير وتحولت اجتماعات المجلس إلى مشاجرات وصلت إلى حد التشابك بالأيدى.

ولكننى عندما قرأت هذه القائمة التى ادعى البعض أنها تمثل قائمة الإخوان أدركت أن الأمر لا يعدو كونه نوع من الحرب الانتخابية التى تكرس لحالة الاستقطاب والانقسام دون المعايير المهنية حيث ضمت أسماء لا أعرفها بشكل شخصى ولكنهم معرفون بسيرتهم وكتاباتهم ومن هؤلاء الكاتب الصحفى عادل صبرى رئيس تحرير بوابة الوفد الإلكترونية السابق، والكاتب الساخر هشام مبارك وكلاهما معروف بمهنيته ومواقفه فالأول أقيل من بوابة الوفد بسبب مواقفه المساندة لحقوق زملائه الصحفيين وهو أمر اشتهر به على مر تاريخه المهنى وفى كل موقف يتعرض فيه اى زميل لظلم أو تعسف الإدارة فضلا عن مهنيته وتفوقه الصحفى، أما هشام مبارك فهو كاتب ساخر بجريدة الأخبار متفوق فى كتاباته ومعروف بخلقه ومهنيته وجرأته فى النقد حتى أنه كان يتم منع بعض كتاباته فى عهد النظام السابق، وقد ضمت هذه القائمة التى أرادت استغلال حالة الغضب بين أغلبية الصحفيين من ممارسات الإخوان فى الحرب الانتخابية وتنفير جموع الصحفيين من بعض المرشحين اسم نجوى طنطاوى عضو المجلس الأعلى للصحافة والمستقيلة من منصب نائب رئيس تحرير جريدة الأسبوع التى يعرفها الكثيرون من أبناء المهنة وخاصة الأجيال الشابة، حيث أخذت بأيديهم فى بداية عمرهم المهنى حتى أصبح عدد منهم قيادات صحفية فى المؤسسات المختلفة، وفازت بلقب أصغر أم مثالية فى نقابة الصحفيين عن دورها فى التدريب وهى المعروفة بمهنيتها وقوة قلمها الذى قاد حملات صحفية أهلتها للفوز بعدة جوائز.

هذه القائمة المزعومة ادعى من يروجون لها أن الأسماء التى تضمها إما أعضاء فى جماعة الإخوان أو ممن أثبتوا ولاء للجماعة وهو أمر يثير السخرية فكل من هذه الأسماء انتقدت أداء جماعة الإخوان وحزبها انتقادات عنيفة فى عدة مواقف وكتاباتهم تشهد بذلك، ومما يثير سخرية أكبر النصائح التى تلقاها بعض هؤلاء المرشحين لنفى هذا الولاء بطرق كثيرة وغريبة ومنها نصيحة إحدى الزميلات للزميلة نجوى طنطاوى التى لم تعتد وضع أى من مساحيق الماكياج بوضع هذه المساحيق بكثرة فى الفترة المقبلة، أو أن تختلق "خناقة" مع ممدوح الولى نقيب الصحفيين حتى تثبت أنها لا تنتمى ولا توالى الإخوان وكان ينقصها أن تنصحها بخلع الحجاب لنفى هذه التهمة المزعومة.

كل هذا وكأن هناك تعمد لشغل المرشحين لمجلس النقابة بمعارك وهمية ونفى اتهامات ومزاعم ليس لها أساس من الصحة وكأن الجماعة الصحفية من السذاجة التى لا تستطيع معها كشف هذه الادعاءات خاصة وأننا نعمل فى مهنة ينطبق عليها الاية الكريمة "هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ"، وكل مواقف الصحفيين مكتوبة ومسجلة وتشهد عليهم وكما يقول المثل الشعبى "اللى بيزمر ما بيغطيش دقنه".

إننا نحتاج فى هذه المرحلة لتوحيد الجهود حول القضايا المهنية التى يعود مردودها على الوطن والمواطن والتى تلتف وتتفق عليها الجماعة الصحفية وأهمها حماية المهنة وحرية التعبير وتداول المعلومات والوقوف أمام الهجمة الشرسة على الإعلام والصحافة وتنظيم المهنة بأيدى أبنائها وليس بأيدى حكومة أو نظام، لذلك نحتاج أن نختار مجلسا مهنيا يهتم بقضايا المهنة ويخلع أعضاءه أرديتهم الأيديولوجية على أبواب نقابتهم، فكفانا ما خسرناه بسبب تغليب هذه الخلافات على مصلحة المهنة وكفانا حديثا عن قائمة إخوانية وأخرى يسارية أو ناصرية أو غيرها فلن يقضى على حريتنا ومهنتنا إلا هذا التقسيم والانقسام.