اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:11 ص

الرئيس يجلس مع نفسه..!

الخميس، 21 فبراير 2013 10:12 ص

ماذا لو جلس الرئيس محمد مرسى مع نفسه بعيدا عن أهله وعشيرته جلسة مصارحة وتقييم، كما طالبه الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، وتأمل فترة رئاسته منذ 29 يونيو وحتى الآن. ماذا سيقول لنفسه وماذا سيرى أوضاعه وأحواله وأوضاع مصر وأحوالها طوال 8 أشهر؟ هل يستمع لصوت ضميره؟
هل هو راض عن أدائه الرئاسى وأداء من حوله؟ أم سيتذكر مقولة ملك بريطانيا ريتشارد قلب الأسد فى المشهد السينمائى الرائع للمبدع يوسف شاهين فى فيلم «الناصر صلاح الدين، كل حلفائك خانوك يا ريتشارد حتى آرثر» وكل مستشاريك وشركائك انفضوا من حولك ولم يتبق سوى الأهل والعشيرة منبع المشاكل وأساس الأزمات بينه وبين شعبه الحقيقى الذى جاء به إلى كرسى الرئاسة.
فليتأمل الرئيس نفسه وهو واقف وخلفه رموز القوى السياسية فى فندق «فيرمونت» أثناء انتخابات الإعادة، وتعهد أمامهم بالتوافق الوطنى وإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، ثم عاد ونكص بـ«وعد فيرمونت»، وانفض الثوار والرموز الوطنية من حوله وعادوا إلى صف المعارضة الشرسة له.
وليتأمل أيضا لقاءه بحمدين صباحى وعمرو موسى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح واستماعه لآرائهم ووجهات نظرهم للخروج من أزمة الجمعية التأسيسية للدستور، وبعدها بأيام قليلة فاجأ الجميع بإعلانه الدستورى المستبد الذى كان بمثابة «الفراق البين» بينه وبين حلفائه السابقين، وشرارة الانفجار ولعنة الانقسام فى الشارع السياسى المصرى، ولم يستمع إلى من أهدى إليه النصيحة والمشورة فى القصر واستمع فقط إلى الصوت القادم من «المقطم»، فانفرط عقد المستشارين والمساعدين من حوله، وقدم عدد منهم استقالتهم احتجاجا على الإعلان، قبل مفاجأة الاستقالة الأخيرة لأهم حلفائه فى الشارع من السلفيين.
لو جلس الرئيس مع نفسه الآن فسيجد نفسه وحيدا وحيدا وسط ركام الأزمات المتفاقمة من كل جانب وحالة الغضب المستعر فى كل مكان، فالوضع السياسى مأزوم والعلاقة بين الرئاسة ومؤسسات الدولة متوترة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية متدهورة.
الدكتور مرسى مطالب بعد جلسة المصارحة مع الذات أن يحدد الداء والأخطاء ومن تسبب فيها - وهو بالطبع يعرفه جيدا - ويضع بنفسه «روشتة للعلاج السريع» إذا كان بالفعل مصرا على أنه مازال «رئيسا لكل المصريين ورئيسا لمصر».