اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 08:02 ص

الإخوان و«مذبحة الثوار»

السبت، 02 فبراير 2013 09:53 ص

ما يجرى الآن من عمليات القبض العشوائى على المتظاهرين والمواطنين الأبرياء وتوصيف موجة الغضب الشعبى ضد الرئيس مرسى وتنظيم الإخوان المسلمين بالبلطجة و«الشغب» وتلفيق التهم والقضايا للثوار والمواطنين العاديين المشاركين فى مظاهرات الغضب هو إعادة إنتاج لسياسات القهر والاستبداد التى مارسها النظام السابق بنفس الأساليب التى ثار عليها الشعب فى 25 يناير.

ما يحدث يثبت عجز نظام الإخوان طوال الشهور الماضية منذ انتخاب مرسى فى تحقيق مطالب وأهداف الثورة وفشله فى إدارة شؤون الدولة واتباع سياسات الوهم والخداع للمصريين وانتهاج سياسة القمع للمعارضة ولشباب الثورة التى جاءت بالإخوان إلى سدة الحكم.

الأسوأ قد يأتى لاحقا، وحملة الاعتقالات العشوائية الحالية قد تكون مقدمة لسياسات أمنية أكثر بطشا ضد رموز المعارضة والثورة، مثلما فعل السادات فى يناير 77 وسبتمبر 81، ومثلما فعل مبارك طوال فترة حكمه، ولن تشفع أو تجدى مبادرات نبذ العنف والحوار ولم الشمل التى تحطمت على أسوار العناد والاستكبار من الرئيس وتنظيمه الذى لا يلتفت ولا يهتم بأصوات الغضب المتصاعد فى الشوارع والميادين، حتى إن حدث بعض الشطط والتجاوز، بل يحاول الآن تشويه كل ما يجرى ووصفه بثورة البلطجية والمخربين، ويلجأ إلى إجراءات استثنائية وتهديده بالمزيد منها لقمع ثورة الغضب التى لن تهدأ حتى يزول نظام الإخوان أو يعود إلى رشده بالرضوخ لمطالب الشعب والتخلى عن سياسات التمكين والإقصاء والسيطرة على كل مؤسسات الدولة لتحقيق مشروع الجماعة على طريقة الحزب الوطنى المنحل.

الكشف عن الوجه القبيح للإخوان يثبت صدق الروايات التى أوردها بعض الثوار شهود العيان فى الذكرى الثانية للثورة، وما دار من حوارات واجتماعات قبل تنحى مبارك مع اللواء الراحل عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، فوفقا لرواية الدكتور مصطفى النجار الناشط السياسى وأحد شباب الثورة الذين شاركوا فى اجتماعات القوى السياسية بما فيهم بعض قيادات الإخوان مع اللواء سليمان، فقد اجتمع بهم سليمان وحذرهم من استئثار الإخوان بالثورة وصعودهم إلى حكم البلاد، ولو حدث ذلك فسوف يكون الثوار الحقيقيون أول ضحاياهم للتخلص منهم فى الطريق إلى مشروع الاستحواذ والتمكين، مثلما تخلص محمد على باشا من معارضيه الذين أوصلوه إلى حكم مصر فيما سمى بمذبحة القلعة.
فهل تحققت نبوءة اللواء عمر سليمان؟ وهل ينتظر الثوار مذبحة على يد الإخوان؟