اغلق القائمة

الخميس 2024-05-09

القاهره 02:34 ص

الغزالى ينصح «أبوإسلام»

الإثنين، 18 فبراير 2013 09:53 ص

كان الشيخ محمد الغزالى رحمه الله يبادل الحجة بالحجة فى دعوته إلى التقاط المعانى النفيسة فى ديننا الإسلامى، كان يركز على معانيه السمحة، ووسطتيه العميقة، كان ينطق بالحق دون غلظة، كان يدعو إلى التغريب لا ترهيب.

ظنى أن رجالا أطلقوا لحاهم ويقدمون أنفسهم باعتبارهم رجال دين، لم يقرأوا مؤلفات الغزالى، ليس فى سيرة الشيخ الكبير أنه قذف أحدا بالباطل، لأنه كان يعرف أن عفة اللسان هى من أساسيات الدين، وكان يستدعى العقل لأنه ببساطة لن يتعارض مع جوهر ما ينادى به ديننا الإسلامى الحنيف.

حلقة الإعلامى الكبير وائل الإبراشى التى أذيعت قبل أيام، وكان ضيفها المناضل الثورى أحمد أبودومة، فى مواجهة الشيخ «أبوإسلام»، وتناولت قضية التحرش بالنساء فى مظاهرات التحرير، كانت نموذجا واضحا لرجل يطلق لحيته ويرتدى جلبابا أبيض، لكن «أبودومة» كان يتحدث عن الإسلام أفضل منه، فحفظ الأحاديث وآيات القرآن، ليس شرطا أن تعطى صاحبها إجازة أنه شيخ ينفذ بنا إلى صحيح الدين وسماحته.

حين رفع «أبوإسلام» حذاءه ووضعه على منضدة الضيوف، وحين انشغل بصناعة المراكب من الورق، كان يقول، هذه حجتى فى مواجهة ما يقوله «أبودومة»، كان حذاؤه استكمالا منه لتبريره للتحرش وقوله: «تسعة أعشار منهن صليبيات»، وكأن الإسلام من وجهة نظره يحرّض على التحرش بغير المسلمات.

عدت إلى الشيخ محمد الغزالى الذى يعطينا دروسا لا تنتهى، لأبحث فى أقواله عن رد على ذلك، وجدته يقول الكثير والكثير ومنه: «أكره أصحاب الغلظة والشراسة، لو كان أحدهم تاجرا واحتجت إلى سلعة عنده ما ذهبت إلى دكانه، ولو كان موظفا ولى عنده مصلحة ما ذهبت إلى ديوانه، لكن البلبلة العظمى أن يكون إمام صلاة أو خطيب جمعة أو مشتغلا بالدعوة، أنه يكون فتنة متحركة متجددة يصعب فيها العزاء، إذا لم يكن الدين خلقا دمثا، ووجها طليقا، وروحا سمحة، وجوارا ربحا، وسيرة جذابة، فما يكون!».

الغزالى يقول أيضا: «إن انتشار الكفر فى العالم يحمل نصف أوزاره المتدينون، بغضوا الله إلى خلقه بسوء طبعهم وسوء كلامهم»، ويقول: «إن كل تدين يجافى العلم ويخاصم الفكر ويرفض عقد صلح شريف مع الحياة هو تدين فقد صلاحيته للبقاء».