اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-21

القاهره 04:10 ص

الشاعر مروان مخُّول

"وجد" قصيدة جديدة للشاعر مروان مخُّول


الأحد، 01 ديسمبر 2013 06:33 ص

كم هباءً كلُّ شىءٍ كان مِن قَبلِك
ومِن بعدِكَ كم صار كلُّ شىءٍ
بهاءً
يا بُنيى!

كم غباءً كان أنّى أجّلتُ الحياةَ عنك
وعن غَمّازَتَى وجهى اللّتينِ كذراعينِ مفتوحتينِ
تُرحّبانِ بك

كم لا يكفينى أن أكونَ سعيدًا
وأنا أقبّلُك
كم لا يكفينى أن أكونَ أباكَ
وأنا أحضِنُك
وأنا ألُفُّ العالمَ غيرَ مصدِّقٍ ما أنا فيه
فيما أنا ألُفُّ قِماطَك
كم لا يكفينى أى شىء
كأن أُزيلَ الغائطَ مِن تحتِك
وأن أشكرَ نفسى عليك
كم مِنَ الكَمِّ ينقُصُنى فيما أنا
فى حضرتِك

لا حاجةَ- بعدَ الآنَ- بى إلى الاستعاراتِ
والمجازاتِ والتّشبيهاتِ فى لغةِ المعاجم
ولا التّناصِ ولا الطّباقِ ولا التّورية؛
بل كلُّ ما تحتاجُه هذى القصيدةُ
هو أن أُفسّرَ سرَّ أبوّتى
وهى تبحثُ عن نهدٍ فيها
كى أُرضِعَك!
ما أجملَك!

جرّبتُ كلَّ الملذّاتِ
جُلتُ كلَّ أنحاءِ الخيالِ الواقعى
مَكّنتُ القصائدَ من أبجديّاتِ تجاربى
فمدَدْتُ جسدى على الغماماتِ العالياتِ
ودَلَكتُ ظهرَ الرّيح،
كان كلُّ شيءٍ رائعًا مِن قبلِك
ومِن بعدِكَ كأنّ شيئًا مِن كلِّ هذا لم يكن
لا شىءَ أجملُ منذُ الآنَ
مِن أن أُهَرْوِلَ نحوَكَ فى اللّيلِ حينَ تبكى
كى أحضِنَك
ما أطيبَك!

على مهلٍ كنتُ أَهرَمُ
والمشيخُ يُكَشّرُ عن أنيابِه كلَّ عام
فرُغمَ الرّفاهِ الّذى كنتُ فيه كنتُ أعرِفُ أنّى
فى الطّريقِ إلى نهايتِها
فلا أخبُرُ هدأةَ البالِ خوفًا مِنَ المجهول
إذ ظننتُ الموتَ مشروعَ النّهايةِ منذُ البداية
وأنّ الوقتَ يقصُرُ فى العمرِ المستقيم،
شكرًا!
لا لِلسّعادةِ الّتى وهبتنى إيّاها
بل لأنّكَ هشّمتَ شؤمي
فدوّرتَ من حولى الحياة!
قُل عفوًا؛ كى نشبعَ منكَ
أنا والقصيدة!