اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 10:30 ص

فليذهب مجلس الشورى إلى الجحيم

السبت، 09 نوفمبر 2013 11:59 ص

لم أفاجأ من موافقة الأغلبية فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور بإلغاء مجلس الشورى البوابة السحرية لاستمرار فساد أهل الحل والعقد والحكم والمال والجاه، وهو المجلس الذى ابتدعه الرئيس الراحل أنور السادات فى السبعينيات من القرن الماضى فى أعقاب السلام مع العدو الإسرائيلى، السادات أراد مجلسا يكون بمثابة مكافأة نهاية الخدمة للمقربين من عرش الحكم، وممن يرضى عنهم السادات، كان مجلس الشورى بمثابة مغارة على بابا التى يختبئ فيها من على رأسه بطحة، فحصانة مجلس الشورى لا تقل عن شقيقه الأكبر مجلس الشعب، وظل مجلس الشورى بمثابة عبء حقيقى على ميزانية الدولة دون أن يقدم شيئا مفيدا للوطن أو للمواطن، وفى ظل حكم الرئيس المخلوع مبارك ظل هذا المجلس بمثابة ديكور للديمقراطية المزيفة التى كان مبارك يتباهى بها، بالرغم من أن هذا المجلس لا يذهب سوى خمسة فى المئة فقط من تعداد شعب مصر لاختيار نوابه، وبالرغم من ذلك فإنه استنزف المليارات من الجنيهات منذ إنشائه، لم يختلف دور مجلس الشورى فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى عن دوره فى عهد مبارك اللهم إلا أن مرسى وجماعة الإخوان المسلمين استغلته لأخونة المؤسسات الصحفية، فرئيس الشورى هو نفسه رئيس المجلس الأعلى للصحافة صاحب عزبة الصحف القوميْة، كما أن مرسى استغله فى ظل حل مجلس الشعب فى أن يقوم بتفصيل القوانين التى تخدم مرسى وجماعته خلال العام الذى حكم فيه مرسى، وبالفعل فإن المجلس الذى كان يترأسه الدكتور أحمد فهمى صهر الرئيس المعزول مرسى أصدر العشرات من القوانين أغلبها لم تكن فى صالح المواطن الغلبان، والذى انتظر طويلا لكى يحصل على حقوقه ولكن خذله مرسى وجماعته.

إذا مرسى المخلوع وصهره حولا مجلس الشورى إلى تكية الجماعة وتم استخدامه أسوأ من نظام مبارك نفسه، بالرغم من قصر فترة حكم مرسى، ولهذا كانت جماعة الإخوان حريصة على بقاء هذا المجلس فى دستور 2012 الإخوانى، وبعد الغضب الشعبى فى 30 يونيو وعزل مرسى فى 3 يوليو بمساعدة الجيش، وتشكيل لجنة الخمسين لتعديل دستور الإخوان وجميعنا يدعو الله بقلب سليم أن يتم إلغاء هذا المجلس، وهو ما تحقق أخيرا، حيث ذهب هذا المجلس إلى الجحيم، وإن شاء الله بلا رجعة، ولكى نوفر ميزانيته لصالح المواطن، وليبقى مجلس النواب أو الشعب وحيدا مغردا فى الحياة البرلمانية، فهل يحقق مجلس النواب أحلام المواطن المصرى، أم سندعو الله أن يخلصنا منه كما تخلصنا من شقيقه الأصغر مجلس الشورى.