اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 03:09 ص

الجهل يهزم مصر

الخميس، 21 نوفمبر 2013 11:29 م

وراء أبواب الجهل الموصدة تتألق هشاشة الوعى وتطغى أنيميا الثقافة على جسد الوطن، الجهل فى مصر يولد كل يوم ويتقاطع مع ميلاده أكثر الكوارث وأصعبها، مصر تعيش أعلى تجليات التألق والتفوق فى فقر الثقافة ويواصل هذا الفقر ارتفاعه يوما بعد يوم وعندما يصاب وطن بأنيميا الثقافة فهذا هو المدخل لكل الشرور من الدين إلى السياسة، أنيميا الثقافة تجعلنا نحتفل ونزهو بالمظهر واللفظ أكثر من المضمون فى الحياة وفى التفسيرات الدينية، إننا تطرفنا فى الدين كما تطرفنا فى فهم الثورات والتعاطى معها فالتخريب يعتبره البعض ثورة، والمظاهر أصبحت هدفا، إننا ندمن المظاهر والألقاب والنتيجة اضطراب اجتماعى واسع ربما لا يكفى لحله نصوص دستورية توافقية ولا انتخابات رئاسية قبل البرلمانية.
نحن نعيش وكأننا أمة فقدت وعيها وعقلها وفى ظل تشوش الوعى أو غيابه أو نقصه فإن النتيجة هى حالة اللافهم والإصابة بفيروس «مفيش فايدة» واللامبالاة أو الإصابة بمرض الانتقام، الجهل ديدان تأكل الوطن ونحن شعب لا يقرأ وكأن القراءة رجس من عمل الشيطان، منذ فترة أغلقت مكتبة المركز الثقافى البريطانى أبوابها وقلصت نشاطها فى القاهرة، إغلاق المكتبة سببه أن المصريين شعب لا يقرأ، فضيحة ثقافية لأصحاب سبعة آلاف سنة حضارة، هذه الواقعة التى أكدت غياب الوعى وعدم الرغبة فى استعادته وتأثير كل ذلك سلبًا على سلوكياتنا ومفاهيمنا الحياتية، هذه الواقعة التى مرت وكأن شيئا لم يحدث كانت تستدعى لطم الخدود وربما يمكن اعتبارها دليلاً استرشاديًا على بلاوى أخرى، مصر لن تتحرر ولن تتقدم إلا بالعلم والتنوير، وعندما يكون لديها خطط وأهداف ورؤى مختلفة لنوعية الحياة، وعندما تختلف تماما نتائج الدراسة التى صدرت عن مركز المعلومات، وأكدت أن %45 من دخل المواطن المصرى يتم إنفاقه على الغذاء، وأن الإنفاق على الاتصالات يأتى فى المرتبة الثانية، يعنى نحن نأكل ونلعب جيمز على النت ونتكلم فى المحمول وكفى المصريين شر العلم والثقافة. هزيمة الإرهاب تبدأ عندما تعلن مصر فوزها على الجهل بجدارة عندما يكون هناك إعلاء لسلطة العلم وفريضة التنوير، فمصر بالثقافة دولة لن تغرب عنها الشمس ولن يأتيها الظلام من أى اتجاه.