اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 08:20 ص

مصر وروسيا.. ما أحلى الرجوع

الإثنين، 11 نوفمبر 2013 09:59 ص

ربما ومنذ زيارة الزعيم السوفيتى الراحل نيكيتا خروشوف إلى مصر عام 64 للمشاركة فى تحويل مجرى النيل إيذاناً ببدء بناء السد العالى، لم تحظ زيارة لرئيس روسى من الشعب المصرى باهتمام بالغ وترحيب واسع واستدعاء ملح مثل الزيارة المرتقبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى مصر فى نهاية العام الجارى. استقبل الشعب المصرى خروشوف الذى انتهج سياسة انفتاح وتفهم وتأييد لموقف مصر والدول العربية فى الستينيات بترحاب شديد، ورفعوا صوره فى الشوارع تقديراً لموقفه وموقف الاتحاد السوفيتى الحاسم من العدوان الثلاثى على مصر، وتقديم المساعدات لبناء السد العالى، فضلًا عن تشييد مئات المشاريع الصناعية فى مصر. وقد يرى المراقبون للعلاقات المصرية الروسية أن هناك تشابها كبيرا بين الزيارتين من حيث الموقف السياسى الداعم من موسكو للقاهرة فى ظروف تاريخية غاية فى الصعوبة، سواء فى حرب 56 أو فى أعقاب ثورة 30 يونيو ضد الموقف الأمريكى المعادى لمصر. موسكو خروشوف أعلنت دعمها السياسى الاقتصادى لمصر عبدالناصر فى الخمسينيات والستينيات، وأعلنت وقوفها إلى جانب مصر لتحقيق مشاريعها التنموية مثل السد العالى، ومصنع الحديد والصلب فى حلوان، ومجمع الألومنيوم فى نجع حمادى، وغيرها من المشاريع الإنتاجية التى ساهم فى إنشائها الخبراء الروس، وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها فى فترة الخمسينيات – الستينيات، وبلغ إجمالى ما تم إنجازه فى مصر 97 مشروعاً صناعياً بمساهمة الاتحاد السوفيتى. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينيات بأسلحة سوفيتية، وخاضت مصر حروبها بتلك الأسلحة. واختلطت الدماء المصرية والروسية فى حرب الاستنزاف استعداداً لمعركة العبور.

الاستدعاء الروسى إلى مصر برغبة شعبية والزيارة غير المسبوقة لوزير الدفاع الروسى برفقة وزير الخارجية سيرجى لافروف قبل زيارة بوتين الشهر القادم، تأتى والجانبان يحتفلان بمرور 70 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بينهما ويتحمل الكثير من الدلالات، فالتاريخ قد يعيد نفسه لكن فى ظروف مغايرة، وعلينا أن نؤكد أن عودة روسيا هذه المرة إلى الساحة العربية انطلاقا من مصر ليس معناه الدخول فى حرب باردة جديدة بين موسكو وواشنطن، فروسيا ليست الاتحاد السوفيتى القديم، ولا امتدادا له، وتدرك خطورة الصدام مع الولايات المتحدة فى هذه المرحلة، وبناء علاقات متوازنة هو هدف استراتيجى للسياسة الخارجية المصرية بعد ثورة يونيو، علاقات تستند إلى لغة المصالح والمنافع المتبادلة بين القاهرة وموسكو.