اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 11:54 م

طفل العمرانية وأكاذيب الجزيرة

الإثنين، 11 نوفمبر 2013 09:59 ص

تعيش قناة الجزيرة وضيوفها المقيمون لديها فى وهم كبير، يطلقون كل يوم سيلا من الأكاذيب بخصوص مصر، تزعم أن شوارع مصر تمتلئ بالمظاهرات تأييداً لمرسى، بينما الحقيقة أن المتظاهرين لا يتعدون بضع مئات، لا تتحدث عن الشهداء من جنود وضباط الجيش والشرطة الذين يسقطون كل يوم بعمليات الإرهاب القذرة، وإن استمعت إلى أكاذيب الدكتور محمد الجوادى، خاصة حين يقول أن فض اعتصام رابعة العدوية بلغ ضحاياه 20 ألفاً، فلابد أن تشعر أنك أمام شخص غير طبيعى، وأمام حالة مستعصية فى إدمان الكذب.

فى هذا المسلسل الحقير حدث قبل يومين، أن قامت «الجزيرة» بعملية رخيصة حول قتل الطفل محمد بدوى على يد جماعة الإخوان، قالت الجزيرة إن الطفل من المنتمين إلى جماعة الإخوان، وأن بلطجية اقتحموا المستشفى، وأخذوا جثة الطفل عنوة، وقاموا بدفنها قبل تشريحها لعدم اكتشاف أنه ينتمى للإخوان.

نصبت «الجزيرة» نصبتها، وقدمت القصة كما لو أن مصر تعيش فى غابة، هى تفعل ذلك فى جريمة ينطبق عليها سبق الإصرار والترصد، وتعلم أنه حتى لوتم كشف كذبها، فإن رصاصها الطائش سيكون قد ترك آثاره الضارة على البعض، بدءاً من أن مدمنى مشاهدتها لن يصدقوا أى رواية مضادة، وانتهاء بأن من رأى الكذب، ربما لن يرى الحقيقة فى موضع آخر، وهذا كله يعد جريمة فادحة، ليس فقط لأن المشاهد لم يحصل على حقه فى المعلومة الصحيحة، وإنما فى انتقال من يفعل ذلك إلى خانة التحريض، وتأليب الرأى العام، وذلك كله من الجرائم الكبرى التى وبكل أسف يساهم فيها مصريون، انتقلوا إلى العاصمة القطرية، ليكونوا عدة جاهزة لتنفيذ هذا المخطط اللئيم.

فى جريمة الطفل محمد بدوى، ظهرت الحقيقة، بأنه ابن جميل لأسرة بسيطة فى منطقة العمرانية، أعطته أمه ثمنا لوجبة كشرى، خرج ليشتريها حتى يتغدى بها، وقبل أن يفوز بلذة «الكشرى»، وجه إليه إرهابى موتور كان فى مظاهرات الإخوان الرصاص، فسقط على الأرض، وكان جاره يختبئ هو الآخر من الرصاص الذى كان يطلقه هذا الإرهابى ومعه آخرون، وحين شاهد الرجل سقوط «الطفل» على الأرض، ودماءه تسيل، حمله مسرعاً إلى المستشفى، وهناك فاضت روحه، فاحتضنه الجار باكيا، فهو فى نفس الوقت صديق لابنه، ورفض تسليمه لأى أحد حتى جاءت أسرته.

تلك هى القصة كما رواها الرجل الذى حمل الطفل إلى المستشفى، وشاهد الجريمة كاملة، ولما أبلغه أصدقاؤه بما تذيعه «الجزيرة»، توجه على الفور إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ ضدها.

السؤال.. لماذا فعلت «الجزيرة» ما فعلته؟، ولماذا لم تقل الحقيقة كما ظهرت فيما بعد؟، وإذا كان ضيوفها يتحدثون عن انحياز إعلامى ضد الإخوان، فكيف يستقيم هذه القول.. وهى أصبحت لسان حال الإخوان دون مواربة، وتحولت إلى وسيلة إعلامية صفراء، ليس لها علاقة من بعيد أو قريب بالحياد الإعلامى التى كانت تتحدث عنه فى يوماً ما؟.

المؤكد أن قصة الطفل محمد بدوى لم تكن القصة الوحيدة فى مسلسل أكاذيب «الجزيرة»، ولن تكون الأخيرة، طالما اختارت نهجها المحرض ضد الشعب المصرى وإرادته.