اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 09:36 ص

على من نطلق الحوار؟

الإثنين، 28 يناير 2013 06:50 ص

كم مرة كانت هناك دعوة للحوار؟، عشرات، وكم مرة انعقد حوار وطنى؟، ولا مرة، لكن الحوار اليوم ضرورة، وطالما سالت دماء وسقط المزيد من الضحايا، يصبح الحوار ضرورة، تتجاوز الجدل السياسى، للبحث عن طريقة لوقف الحرائق والدم.
مرات كثيرة تجدد الحديث عن ضرورة مواجهة الاحتقان والعنف والبحث عن ممر آمن للخروج من الأزمات المتوالية، والجلوس فى حوار حقيقى، نحن فى حالة دعوة للحوار من شهور لم تسفر عن حوارات، لكنها أسفرت عن مزيد من الانسداد والاحتقان والمصادمات، والدم.
كل يوم يمر هناك كارثة أو حريق أو قتلى وجرحى، يضاعف سقوطهم من صعوبة الوضع، ولعل ما جرى الجمعة الماضية وما بعدها، يكشف عن خطورة ما يحدث، وينبئ بمزيد من الدم، لقد كانت مؤشرات الاحتقان والفوضى ظاهرة طوال الشهر الماضى كله، هناك شعور بفقدان الأمل، وانسداد الطرق، مع فشل حكومى ورسمى، وتجاهل لمطالب الجمهور، استمرت واستمر معها التجاهل الرسمى.
جاء يوم الجمعة 25 يناير، وبدلا من أن يحتفل المصريون بالذكرى الثانية للثورة والحرية، كانت مظاهرات الغضب، والحرائق فى كل مكان، من شمال مصر إلى جنوبها، فى الإسكندرية والبحيرة، وكفر الشيخ والغربية، والمنوفية والمنصورة، والقاهرة والسويس وبورسعيد والإسماعيلية، سقط شهداء جدد فى السويس، أدت لاتساع المصادمات وتجددت أحداث يناير 2011، وقبل أن تجف دماء شهداء السويس، جاء قرار المحكمة فى مذبحة بورسعيد، لينتهى بمصادمات أخرى فى بورسعيد يسقط على أثرها أكثر من ثلاثين، وحول هذا كانت هناك مظاهرات غاضبة فى كل الأنحاء، تجاوزت السلمية وانتهت لجرحى وقتلى.
كل هذه المصادمات انعكاس لاحتقان سياسى واجتماعى واقتصادى، يترجم إلى عنف يبدو أحيانا عشوائيا، وفوضويا، كل هذا يحتاج لتدخل سريع يحاصر الحرائق قبل أن تتسع وتتحول لحروب أهلية سيكون من الصعب مواجهتها.
وهناك مؤشرات لعنف يهدد الجميع، ولا يمكن لأى طرف إقراره، أو التسامح معه، لكن الأزمة أن الحرائق والقتل والضرب، كلها تظل مجهولة المصدر، أو هى تعبير عن احتقان سياسى وانسداد اجتماعى واقتصادى.
سمعنا من الرئاسة وجماعة الإخوان والحرية والعدالة دعوات للحوار، مصحوبة باتهامات للمعارضة بأنها وراء ما يجرى، وأنها تخطط لإسقاط الدولة والتحريض على العنف والتخريب، ونسف أى محاولة للحوار، يدعون لحوار مع من يتهمونهم بأنهم مخربون ومندسون.
وفى المقابل فإن المعارضة ممثلة فى جبهة الإنقاذ، ترى أن الدعوة للحوار غير جادة، وأنها تأتى بعد اتخاذ قرارات يفترض أن يكون الحوار قبلها، مثلما جرى بعد طرح الدستور للاستفتاء، بالرغم من انسحاب المعارضين، ثم حوارات
وطوال شهور، تدور الأحداث وتتكرر، ونبقى فى دائرة مفرغة، لا يبدو لها من مخرج أو اتجاه.
طوال الوقت هناك حديث عن الحوار، بأسماء وأشكال، لكن النتيجة أنه لاحوار بل المزيد من الرصاص والعنف والفوضى والقتل والدم والاتهامات، وكلها يجب أن تتوقف ليحل مكانها حوار حقيقى وليس مجرد دوران فى المكان.