اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 12:09 ص

الإخوان يحتفلون بتحقيقات عبدالمجيد محمود

الأحد، 27 يناير 2013 10:58 ص

عاش الإخوان شهورهم الطويلة الماضية وهم يسخرون من الدكتور محمد البرادعى – بالمناسبة هو يستحق - ومن علاقته بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر» الذى يتخذه جداراً للاختباء خلفه بدلاً من النزول إلى الشارع والاحتكاك بمشاكل الناس، ويشاء السميع العليم أن يجد شباب الإخوان وقيادات مكتب الإرشاد أنفسهم أمام مشهد مماثل يظهر فيه الدكتور محمد مرسى وهو يمتطى ظهر عصفورة تويتر ليغرد بعد منتصف الليل مكتفياً بأن يقدم تعازى باردة لشعب مكلوم بسبب زيادة أعداد شهدائه فى السويس واقتتال شبابه فى الشوارع بسبب ضعف الرئيس وارتباكه وعجزه عن إدارة شؤون الدولة..
تأخر مرسى كثيراً فى التضامن مع شعبه، وتأخر أكثر فى إدارة الأزمة وترك البلد «بتولع» ثم قرر فجأة أن يستيقظ من نومه ليخاطب شعبا أغلبه يعانى من الأمية والفقر عبر تويتر، وكأن الغلابة الذين لا يملكون حواسب آلية ليس لهم الحق فى الحديث مع الرئيس.. الأهم من كل ذلك أن رسالة «تويتر» الرئاسية تليق برسالة يكتبها مواطن مصرى يسكن على أطراف إحدى المحافظات الحدودية ولا تليق أبداً برئيس جمهورية تنصل من مهامه وقرر الجلوس فى القصر وإلقاء بعض البيانات القصيرة وهو الأمر الذى يدفعك لسؤال شباب الإخوان: هل يمكننا الآن أن نسخر من مرسى وامتطائه ظهر عصفورة تويتر للتغريد بدلاً من النزول إلى الشارع وإدارة الأزمة من موقعها كما تسخرون من البرادعى؟!!
2 - يوماً بعد يوم يثبت الإخوة فى جماعة الإخوان المسلمين الذين يرفعون شعار الدين والصدق أنهم أكثر تلونا ونفاقا وكذبا مما يتخيل أكثرنا تشاؤماً.. فهل تتخيل مثلا أن أفراد الجماعة وقيادات مكتب الإرشاد الذين خرجوا للتظاهر ضد النائب العام السابق عبدالمجيد محمود وأصدروا لإقالته إعلانا دستوريا لأنه فاسد وتابع لنظام المخلوع ومتلاعب فى أوراق قضايا القصاص للشهداء.. هم أنفسهم الذين يحتفلون الآن بالحكم الصادر فى قضية مذبحة بورسعيد رغم أنه صدر استناداً إلى تحقيقات وتحريات قادها المستشار عبدالمجيد محمود بنفسه؟!
3 - فرحة الإخوان بالحكم مصدرها قناعتهم بأن قرار إعدام 21 متهما سيمهد الطريق للخلاص من غضب ألتراس أهلاوى الذى تعتمد عليه المعارضة فى مواجهة مرسى، ولكن الغريب أن الجماعة التى وقف أحد قادتها ورجلها فى بورسعيد أكرم الشاعر بعد الحادث ليؤكد أن مجزرة الاستاد تم تدبيرها بمعرفة الأمن ووزارة الداخلية، لم تغضب ولم تسأل عن تأخر القصاص من المسؤولين عن الأمن فى بورسعيد وقت المذبحة وكأن الجماعة تنتهج من أجل مصلحتها مبدأ إن سرق فيهم الشريف تركوه..
4 - الجميل أيضاً أن قيادات الجماعة وعلى رأسهم الدكتور عصام العريان هتفوا قبل أسابيع من الآن بضرورة تطهير القضاء واتهموا المستشارين بالفساد، ثم جاء حكم قضية بورسعيد لتتغير وجهة نظرهم فى القضاء ونسمعهم يقولون على لسان العريان «ﻷول مرة نرى بداية القصاص لشهداء الثورة، نريد العدل والعدالة، قضاة مصر يتحملون ما ﻻ طاقة لبشر به، كان الله فى عونهم، وجعلهم من قضاة الجنة»... فهل أصبح القضاة الفاسدون فجأة قضاة يستحقون الجنة لأن قراراتهم خدمت مصالح الجماعة؟!!
5 - ملخص كل الكلام.. هقولها مرة واثنتين وثلاثا وعشراً.. محمد مرسى هو رئيس مصر وهو المسؤول عن كل شىء.. عن أمن البلاد وعن احتواء الغاضبين وعن حماية المتظاهرين.. وعن البغلة التى تتعثر فى أسوان.