اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:33 ص

الطرف الثالث فى قصر الاتحادية

الإثنين، 14 يناير 2013 01:58 م

من الآن وحتى 25 يناير الحالى، علينا أن نتوقع مزيدا من عمليات عنف وضرب المعتصمين فى الاتحادية أو فى ميدان التحرير. وما حدث أمس الأول السبت أمام قصر الاتحادية من إطلاق خرطوش ومولوتوف على المعارضين لسياسة الإخوان، وإشعال النيران بخيامهم.. ماهو إلا بروفة لما سيحدث فى الأيام القليلة القادمة، ضد كل متظاهر يعترض على سياسة الرئيس محمد مرسى وجماعته.

إذن هناك نية للتصعيد، ولكن لماذا الآن؟ ومن المستفيد؟ ومن هو الطرف الثالث الذى ظهر هذه المرة أمام قصر الاتحادية؟

فى الأحداث السابقة.. كنا نتهم وبلا تردد فلول النظام السابق، وكان هذا يريحنا جميعا، ولكن الآن وبعد الأخطاء المتعددة والتى وقع فيها النظام الحالى، فإن المستفيد الوحيد من ضرب المتظاهرين، هو جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسى نفسه، لأنهم ببساطة يريدون إسكات أى صوت يعارض قراراتهم.

أحداث الاتحادية أمس الأول هى مقدمة لما سيحدث يوم 25 يناير، والذى سيشهد مزيدا من الصدام فى حالة خروج جماعة الإخوان أو السلفيين للاحتفال فى ميدان التحرير، أو الاتحادية أو أى ميدان يتواجد فيه المعارضون لنظام مرسى، لذا فإن أنصار الرئيس بدأوا من الآن تنفيذ مخطط ترهيب وتأديب المعارضة، وخاصة الموجودة أمام الاتحادية أو فى التحرير، فالجماعة تشعر أنه لن يكون لها مكان فى الاحتفالات القادمة فى الشارع، وأن نزول الإخوان والسلفيين فى يوم 25 يناير ربما يؤدى إلى كارثة بسبب الصدام المحتمل بين أنصار الرئيس مرسى والمعارضين له.

ومن العبث الآن أن يظهر الطرف الثالث فى قصر الاتحادية أو المقطم، ليحرض على النزول للشارع يوم 25 يناير للاحتفال.. فى الوقت الذى يعلم فيه المرشد والرئيس أن قوى المعارضة ستخرج فى اليوم نفسه لإعلان رفضهم للدستور الجديد، وكل القوانين التى تقيد حرية الرأى والتعبير، والتأكيد على أنه حتى الآن لم يتحقق أى شىء منذ تولى مرسى حكم البلاد، وتحول شعار المتظاهرين وهو «عيش – حرية - عدالة اجتماعية» إلى وهم على يد جماعة الإخوان التى احتكرت كل شىء لصالحها، وورثت أسوأ ما كان فى نظام مبارك، وهو نفى الآخر، وعدم الاهتمام بمطالب الجماهير، والاعتقاد الدائم بأن مرسى وجماعته أوصياء على هذا الشعب الذى اكتوى بنار الأسعار، وبرد الفقر، والعبث بحريته وأمنه، وخير شاهد على ذلك، هو إطلاق الخرطوش على متظاهرين عزل أمام قصر الرئيس.