اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:34 ص

مكافأة الجماعة ومعاقبة الجميع

الأحد، 13 يناير 2013 08:13 م

مازال البحث عن طائر النهضة مستمرا، لا يبدو فى الأفق الآن غير صورة الغراب المعتاد.. فلا فرق بين النظام القائم والنظام البائد إلا فى اللحية وتغير الأسماء.. والعبرة دائما بالخواتيم وليست بالضمير، فالضمير «إن وجد» لا يمنع الإنسان من ارتكاب الأخطاء أو حتى الكوارث بل يمنعه من الاستمتاع بها أو يجبره على تبريرها للذات.. لذلك لا تصدقهم حينما يقولون لك إنهم كانوا ينقذون «الجنيه» وقل لهم «الله يرحم أمواتنا جميعا».. واعلم أن «اللى خلف مماتش» وتمسك بالقروش القليلة التى فى يديك لعلها تكون السبب فى عودة الروح للاقتصاد الوطنى المذبوح..ومأساتنا مع الإخوان تذكرنى برائعة الدكتور يحى حقى «قنديل أم هاشم» مع كامل احترامى للسيد رئيس الوزراء.. حينما يعتقد الناس أن بركة الدين تكفى للشفاء، ويستخدمون زيت قنديل مسجد السيدة زينب لعلاج عيونهم المريضة، ليزيدوا الطين بلة ويحولوا الالتهاب الطفيف إلى عمى سحيق، وهم مؤمنون بأنها إرادة الله وتقرب من أوليائه الصالحين، وحينما اكتشف بطل الرواية «الدكتور إسماعيل» الذى تعلم الطب فى لندن أن نصف أهالى السيدة قد أصابهم العمى بسبب هذا القنديل اللعين، وأنهم يرفضون استخدام الدواء الحقيقى ويتبركون بالزيت القذر، ذهب إلى المسجد وحطم القنديل فاتهموه بالإلحاد والكفر، وهى نفس التهم التى يلقيها علينا الإخوان الآن كلما قلنا إن الاقتصاد المصرى لا يحتاج إلى بركة الأولياء ولا حب العشيرة بل إلى خبراء ومتخصصين.. أما ما نفعله الآن فهو أشبه بمعالجة المريض عند «حلاق الصحة» ويكفى أن يرأس المجموعة الاقتصادية المسؤولة عن النهضة الموعودة «مهندس رى».. لذلك تعيش مصر الآن فى أجواء أقرب إلى الصوبة الزجاجية، حيث نتنفس ولا نتنفس وننمو لتحت ولا نرتفع لفوق.. وآخر الأخبار أن دخل %40 من الشعب المصرى لا يتعدى 2 جنيه فى اليوم أى أعلى بقليل من ربع دولار، وهذا فى إحصائيات العالم لا يعتبر فقرا أو بؤسا أو جوعا بل حرام على بنى الإنسان.. وإذا كان النظام الحالى يبرر كل المصائب والكوارث بفساد النظام البائد، فلا بد أن يفهم أن مكافحة النار لا تكون بالنار وأن مكافحة الفساد لا تتحمل المزيد من الغباء.. وأن استمرار الأوضاع بنفس الفكر «العشائرى» والإخوانى لن يزيد «البركة» بل يدفع البلاد إلى بركة من الوحل.. أولا: لأن أغلب كوادرهم غير مؤهلة ولا متخصصة إلا فى التنظيمات السرية والأعمال الخفية، وثانيا: لأن كل المؤشرات تدل على فشلهم الذريع، بحيث يبدو أن استمرارهم فى الحصول على المناصب والحقائب الوزارية أقرب لمكافأة الجماعة ومعاقبة الجميع.