اغلق القائمة

الأحد 2024-05-12

القاهره 03:57 ص

عام جديد علينا أن نجعله سعيداً

الثلاثاء، 01 يناير 2013 12:02 م

مر على وطننا عام أراه من أسوأ الأعوام التى مرت علينا، فقد ظهرت فيه مساوئ النخب السياسية التى أشعلت فى مصر الفتن، وجرتنا إلى حالة صراع سياسى عقيم، زج بنا فى متاهات الانقسام، وأغرقنا فى الشقاق والاختلاف، وذلك بالرغم من أننا حلمنا جميعا أن تسود روح الميدان التى أسقطت الطاغية مبارك فى 18 يوما، بين القوى الثورية، لكن للأسف عندما بدأنا نسلك طريق الديمقراطية، بدأت النفوس تخرج أضغانها، وتقذف بحمم الكراهية، وبدلا من أن نجعل الصندوق الفيصل فى كل خلاف، دخلنا حربا ضروسا سقط فيها شباب أبرياء شهداء على جدران قصر الاتحادية، وتحول رفقاء الأمس إلى فرقاء شربوا من دماء بعضهم البعض.

بل شهد العام الماضى جريمة فى حق الثورة ودماء شهداء الثوار، حيث سمحت بعض القوى الثورية للفلول أن يقتحموا الدوائر السياسية ويرتدوا ثوب الثوار، ووطئوا بأقدامهم الفاسدة ميدان التحرير، الذى دافع عنه شباب الثورة بأرواحهم، وفى ظل هذه الأوضاع المقلوبة، غدر هؤلاء بالثوار وقتلوا منهم أكثر من 9 شهداء، وذلك تحت سمع وبصر كل المتظاهرين أمام الاتحادية.

إنه عام حمل بين طياته كثيرا من الذكريات الأليمة، التى لن تنساها ذاكرة التاريخ المصرى.

وعلينا ونحن على أعتاب عام جديد، أن نراجع أنفسنا جميعا بمختلف تياراتنا السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ونتعلم من أخطائنا، ونبدأ مع بداية هذا العام فى بذل كل الجهد، من أجل مصر الجديدة التى حلم بمستقبلها شهداء ثورة 25 يناير، وجادوا بأرواحهم من أجل تمهيد الطريق لمستقبل واعد لهذا الشعب العظيم، فعلينا رد هذا الجميل لهؤلاء الشهداء، من خلال الترفع عن المصالح الحزبية الضيقة، وتقديم مصلحة الوطن، والبحث عن مساحات للتوافق، ونبذ الخلافات وإعادة بناء جسور الثقة بين مختلف القوى السياسية، ونترك ما نختلف فيه للصندوق ليحكم بيننا فيه، فالشعب هو الفيصل الحقيقى فى كل ما يختلف عليه.

وعلينا فى العام الجديد أن نلم الشمل، ونعتصم بحبل الله ثم حب الوطن، ونعود لطبيعتنا المصرية التى شربت من نيلنا، والتى هى أبعد ما تكون عن العنف والتشدد، كما علينا أن ننطلق فى بناء المؤسسات وعلى رأسها مجلس النواب والمجالس المحلية، بعيدا عن الصراع وفى ظل منافسة سياسية شريفة، وعلينا أيضاً أن نخرج القضاء المصرى من أوحال الصراع السياسى، حتى تعود له هيبته ومكانته فى نفوس المصريين، فلا ينكر أحد أن صورة القضاء اهتزت فى نظر الكثير من المصريين، فالأمانة ثقيلة والعبء كبير، وما شهدته مصر خلال العام الماضى نعتبره سحابة صيف آن لها أن تنقشع عن سماء الوطن، فمصر تحتاج لإخلاص المصريين وجهدهم جميعا، وبذلك نجعل عامنا الجديد سعيدا، ويكون شعاره «مصر لكل المصريين».