اغلق القائمة

الأحد 2024-05-19

القاهره 09:30 ص

الانتخابات فى حركة المحافظين


الخميس، 06 سبتمبر 2012 12:06 م

قبل إعلان حركة تغييرات المحافظين المحدودة أمس، كتبت متمنيا أن يكون اختيار المحافظين الجدد بناء على أفكار تنموية حقيقية، وعدم تغليب مفهوم «الكوتة السياسية» فى هذا الاختيار، وضربت مثلا باثنين لديهما أفكار جادة وعلمية، الأول هو الدكتور سمير غنيم مؤسس كلية الزراعة بالعريش، وأفكاره عن تنمية سيناء، والثانى هو الدكتور طارق القيعى رئيس المجلس المحلى للإسكندرية، والأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية وعميدها السابق، ومعنى أن أفكار الاثنين ستظل حبيسة الأدراج أن قدر الكفاءات فى مصر هو الجلوس خارج الملعب، والركن على الرف، طالما لا يلتفت المسؤولون لأصحابها.

تلك هى قراءة عامة لحركة التغييرات المحدودة للمحافظين التى تمت أمس، والنظرة الأولى إليها تشير الى أنها تمت وفقا لنفس مفاهيم وأساليب نظام مبارك، فهناك كوتة لـ«العسكريين» فى عدد من المحافظات، بالإضافة إلى توزيع الباقى إخوان وأنصارهم، أى على أصحاب الولاءات، وأعتقد أن هذا تم وفى ذهن صاحب القرار الانتخابات الرئاسية الماضية، والانتخابات البرلمانية المقبلة، فالمحافظات التى لم يكن للدكتور محمد مرسى نصيب الأسد فى أصواتها، أو كانت منافسته للآخرين حرجة فيها، محافظها إما من الإخوان وأنصارهم فى هذه الحركة، وسيكون من الجماعة وأنصارها أيضا فى أغلب التقدير فى الحركة المكملة التى من المتوقع ألا تطول كثيرا، ويحدث كل ذلك تجهيزا واستعدادا للفوز بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأظن أن الحركة لم تعلن كاملة بالأمس حتى لا يبدو فيها الأغلبية الإخوانية، وحتى لا تتزامن أيضا مع التغييرات التى تمت فى المجلس القومى لحقوق الإنسان، والانتقادات التى وجهت إليها لما اشتملته من عناصر ليس لها علاقة بهذا المجال واختيار رجل مثل الدكتور صفوت حجازى الذى بح صوته فى الدعاية للدكتور محمد مرسى، مما أكد الاعتقاد بأن اختياره هو مكافأة له، أكثر مما هو اختيار له فى مكانه الطبيعى، ونفس الأمر أيضا فى المجلس الأعلى للصحافة الذى نحى كفاءات كبيرة فى المهنة، وجاء ببعض الأسماء من باب الموالاة وليس من باب الكفاءة، وأغلب الظن أن هذا السياق هو الذى جعل تغيير المحافظين يتم بـ«القطارة».

فى كل الأحوال لم نر فى المحافظين الجدد أسماء لديها أفكار تنموية جادة وحقيقية، وإنما هى تمت وفقا للمقولة الشعبية: «شالوا ألدو جابوا شاهين».