"أبو ضياء": "ديوان المظالم" محطتى الأخيرة لإنقاذ ابنى
الخميس، 20 سبتمبر 2012 05:26 ص
وسط زحام الشكاوى على أعتاب قصر الاتحادية وقف حاملاً ابنه برأس منتفخ وعين واحدة، لا يعرف إلى أين يتوجه به بعد أن قضى السنوات السبع الأخيرة فى الطواف به على كل مستشفيات مصر، فى محاولات مستميتة لإنقاذ طفله الذى يعانى من أمراض لا يعرف "ياسر حامد" المواطن البسيط لها عدداً، بإمكاناته المنعدمة التى لا تتجاوز يومية بسيطة لا تكفى "العيش الحاف" على حد تعبيره، حاول "ياسر" أو "أبو ضياء" كما اشتهر بين جيرانه أن يعالج طفله من الضمور فى المخ والعجز الكلى كما أفادت شهادات المستشفيات والعيادات التى يتنقل بينها ليلاً نهاراً محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة طفله الصغير الذى ولد معاقاً.
"أنا لا بعرف أقرا ولا أكتب ولا بفهم فى كلام الدكاترة، ومبقتش عارف أعمل أيه عشان ألحق ضياء اللى بيموت قدامى كل يوم" بعينين دامعتين يحكى "أبو ضياء" عن مأساة ولده الذى وقف الفقر عائقاً أمام علاجه مع صعوبة ما يعانى من أمراض منذ مولده، لم يكفه الزمن من ضيق ذات اليد، وصعوبة ظروف المعيشة لتشغل حالة "ضياء" كل وقته متجولاً به بين المستشفيات على أمل العلاج.
أما عن ظروف معيشته يقول: "أنا عامل باليومية على باب الله، مليش مصدر دخل غير دراعى، وكل اللى أنا عايزه أنى أعالج ابنى" يقول "أبو ضياء" حاملاً حافظة الأوراق التى تشرح حالة "ضياء" منذ مولده، ممتلئة بمئات الأوراق والشهادات الطبية التى لا يفهمها.
عشرات المستشفيات الحكومية التى اشتهر بها "أبو ضياء" حاملاً طفله، "أملى الوحيد فى علاجه عشان كده قدمت شكوى لديوان المظالم يمكن حد يسمعنى ويساعدنى بس محدش رد عليا لحد دلوقتى" كغيره من ملايين الحالات التى تقدمت بشكاوى مختلفة المطالب لديوان المظالم، لم يتلق رداً من أحد، ليبقى منتظراً فى صف طويل من المتظلمين بين مئات الشكاوى التى لا يعلم مصيرها سوى الله.