اغلق القائمة

الأحد 2024-05-12

القاهره 06:41 ص

مليونية خيبة الأمل

الأربعاء، 22 أغسطس 2012 10:12 ص

تتوالى الأحداث فى مصر لتميز الخبيث من الطيب، وتسقط أوراق التوت عن خونة الثورة، وتفرق بين من ينحاز للثورة ومكتسباتها، وبين من يحاول أن يحيى نظام مبارك من جديد، وينال من الثورة والثوار، وأرى أن «أبوخرطوشة» أو محمد أبوحامد، وعكاشة ومن على شاكلتهما، سيظهر حجمهم الشعبى، ومن ورائهم فلول النظام السابق، وأرى أن يوم 24 سيكون استفتاء شعبيا على الانحياز لشرعية الثورة والصندوق الذى أتى برئيسنا د. محمد مرسى.

لكن ما نرفضه جميعا، هو تحركات أبوحامد الذى تجرد من كل معانى الوطنية، لإشعال الفتنة الطائفية، من خلال تركيزه على الكنائس فى دعواته للمليونية المزعومة، وإثارته لإخواننا المسيحيين، وتحريضهم على الانقلاب على الشرعية، مستغل تطرف بعض القساوسة أمثال القس الذى ظهر مع أبوحامد فى الفيديو الشهير الذى تداوله نشطاء الفيس بوك، والذى ردد فيه كلمات أقل ما توصف بها أنها عنصرية، وتناسى هؤلاء أنهم يزجون بالكنيسة فى العمل السياسى، وذلك ما ترفضه طبيعة الديانة المسيحية، لكن رهاننا دوما على قيادات الكنيسة الوطنيين، ولعل إعلان الأنبا باخوميوس عن رفضه لتسخير الكنائس لمثل هذه الدعوات، يؤكد أن الكنيسة دوما منحازة للشرعية، وتحرص على مصلحة الوطن.

إن هذه الشرذمة التى باعت وطنها وضميرها، وتسعى لشق صف الوطن، سيلقنها الشعب درسا لن تنساه، من خلال عزلها شعبيا، وإسقاط كل مخططاتها، مع حرصنا جميعا على أن نفوت على هؤلاء الفرصة، وعدم المساس بهم، ونترك للجهات الأمنية التعامل معهم إذا تعدوا حدود القانون، أو أضروا بالمنشآت العامة، ولكن الخطر يكمن فى محاولة هؤلاء المساس بمقرات حزب الحرية والعدالة، أو مقرات الإخوان، ففى هذه اللحظة لن يستطيع أحد أن يتوقع ردود الأفعال لشباب التيار الإسلامى، فمن يخرج عن إطار القانون ويذهب لشريعة الغاب، لا يلومن إلا نفسه، ولن يرحمه أحد، فمصر دولة مؤسسات، وبها شرعية أتت من خلال الصندوق، ومن حق الجميع نقد القائمين على حكم مصر، ومن يرد تغيير النظام الجديد، فعليه أن يذهب للصندوق، فى المواعيد التى يحددها القانون والدستور.

إن مصر الثورة ستسحق بأقدامها الأقزام المتآمرين على ثورتها، وستلقن الخارجين على الشرعية درسا سيسطره تاريخنا بحروف من نور، وستلقى بهؤلاء المحاولين إحياء عصور الديكتاتورية وعصور الطغاة فى مزبلة التاريخ.