اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 04:31 م

أحداث دهشور تحتاج إلى وقفة

الخميس، 02 أغسطس 2012 10:15 م

من أسمى درجات الإنسانية أن تجد مجتمعًا ما تتعامل طوائفه من منطلق التسامح والأخوة بغض النظر عن الانتماءات الدينية والسياسية والاجتماعية، وأن يتكاتف المسلمون والأقباط من أجل صالح الوطن ونبذ ما قد يفسد تلك العلاقة الوطيدة فى ظل مساواة اجتماعية عادلة بعيدة عن التمييز والتفرقة.

أما أن تغزو الطائفية أوساط المجتمع المصرى فذاك ناقوس الخطر الذى نخشى صوته المخيف ونأمل ألا يسرى فى أجوائنا ما يهدد الاستقرار المصرى، الذى يبغيه مريدو الفتنة الذين يهدفون إلى زلزلة الكيان الاجتماعى المصرى وإشعال نيران الكراهية والحقد بين مسلمى مصر وأقباطها وتدمير بنية مصر الثقافية والسياسية وبث روح العنف والتشدد وفرض مناخ من الاحتقان وتفتيت الوحدة الوطنية.

من أطفيح 4 مارس 2011 والمقطم 8 مارس 2011 ثم إمبابة 7 مايو 2011 والمارينات 30 سبتمبر 2011، والتى انتهت بمذبحة ماسبيرو، وتم تهجير مسيحيى قرية العامرية 27 يناير 2012 وصولا إلى تهجير 120 أسرة من مسيحيى قرية دهشور، يحتاج الأمر منا إلى وقفة ونظرة جادة لإعادة بث روح "التعايش" مع أشقائنا الأقباط.

لن تستطيع مصر أن تنهض ما لم يتفهم الجميع "مسلمين وأقباطاً" هدف بعض المغرضين وميلهم الشديد لإشعال نيران الفتن والقلاقل وتدمير روح الأخوة والانتماء، وعلى الدولة أن تقوم بحل عاجل للمنازعات والخلافات القائمة والوقوف على أسبابها بما يمكننا من تلافيها فيما بعد والضرب بيد من حديد على كافة المتشددين الذين ينالون من عقائد وطقوس المسلمين والمسيحيين، على حد سواء.
ولا بد من تطبيق العدالة والقانون وتقديم المتسببين فى هذه الأحداث وغيرها إلى محاكمات عاجلة وعقابهم عقابًا رادعًا، وإلغاء الجلسات العرفية، التى يضيع بسببها حقوق الكثيرين، وعلى أجهزة الدولة ألا تتخذ من مبدأ التهجير حلاً لمثل هذه الأحداث، وعلى كل مصرى أيا كانت ديانته أن يكون على وعى حقيقى بما يكمن فى نفوس البعض من إحداث الفرقة والانقسام والحروب الداخلية بين طوائف المجتمع المصرى، فالمسلمون والأقباط يجمعهم ثقافات مشتركة ومحبة متبادلة نأمل أن تدوم لأننا شركاء فى الوطن والتاريخ.