اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 09:13 م

د.أحمد السواح أخصائى أمراض القلب

ما علاج اعتلال عضلة القلب المصاحب للحمل والولادة؟

كتبت أسماء عبد العزيز السبت، 11 أغسطس 2012 08:13 م

إن اعتلال العضلة المصاحبة للحمل والولادة يمكن تعريفه بأنه اعتلال عضلة القلب التوسعى غير معروف السبب والذى يحدث ما بين الشهر الأخير فى الحمل والشهر الخامس بعد الولادة، كما يوضحه دكتور أحمد السواح أخصائى أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب، أن هذا المرض نادر جد، ويحصل بنسبة حالة واحدة من كل 1300 إلى 1500 حالة حمل.

ويوضح السواح، أن معظم أمراض القلب الخلقية أو المكتسبة عند النساء تتأثر سلباً بالحمل، ولذلك ينصح بعض هؤلاء النسوة بعدم الحمل، نتيجة مضاعفات متوقعة ناتجة عن تأثير الحمل على حالة القلب التى قد تكون مستقرة، ولكن معظم هذه التأثيرات السلبية للحمل تحدث فى الأسابيع والشهور الأولى للحمل، نتيجة التغييرات الفسيولوجية والهرمونية والعضوية والتى تؤدى أيضاً إلى مزيد من السوائل فى الجسم، وبالتالى تظهر أعراض مرض القلب، وهذا عكس حالة الاعتلال المصاحب للحمل والذى يحدث فى نهاية الحمل وبعد الولادة.

ويبين السواح أن أعراض المرض لا تختلف عن أعراض هبوط القلب عموماً بغض النظر عن السبب ما عدا كونها تحدث فى الشهر الأخير من الحمل أو بعد الولادة أو أنها تبدأ قبل الولادة، وتستمر تصاعدياً حتى نهاية الشهر الخامس بعد الولادة، ونجمل الأعراض بحدوث صعوبة بالتنفس عند معظم المصابين، وضيق فى التنفس عند الاستلقاء يدفع بالمريضة استخدام أكثر من وسادة عند النوم وأحيانا سعال جاف، وتسارع ضربات القلب وآلام فى الصدر والبطن ومصاحبة ارتفاع ضغط الدم.

وعند الكثير من المرضى تحدث هذه الأعراض فى الأيام الأولى بعد الولادة وهذه قد لا تكون بالضرورة هى أعراض هبوط القلب، حيث إن هناك أسباباً عدة تتشابه فى مثل هذه الأمراض وخاصة بعد الولادة ولكن يبقى الفحص السريرى، ورأى الطبيب والفحوصات الإشعاعية والمخبرية هى الفيصل لتحديد التشخيص.

وأثبتت الأبحاث أن هناك عوامل عديدة تزيد من فرصة حدوث اعتلال عضلة القلب ولكن ليست أسبابا بحد ذاتها ومن هذه العوامل تقدم سن المرأة عند الحمل، المرأة ذات الحمل المتكرر، الأصول الأفريقية للمرأة، سوء التغذية، حمل التوائم، ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل، كذلك استعمال بعض العقاقير الطبية المانعة للإجهاض قد تكون مساهمة فى حدوث هذه الحالة.

ويشير السواح إلى أن تكرار الحالة تحكمها عدة ضوابط من أهمها إذا حصل اعتلال العضلة ولم تسترد المرأة عافيتها فيما بعد فإن الحمل اللاحق قد يكون مصحوباً بأعراض هبوط القلب، إما إذا استعادت عضلة القلب حالتها الطبيعية بعد الحمل السابق فإن فرصة حدوث الهبوط أقل، وقد اتضح من الأبحاث أن نسبة تكرار الحالة يصل إلى نسبة 26%.

ويكون مصير هؤلاء الأمهات مرتبطا بشدة بتأثر عضلة القلب وقد كان فى الماضى يعتبر هذا المرض قاتلاً، ولكن بعد التقدم العلمى فى هذا المضمار تحسنت النتائج كثيرا، أما مصير الأطفال نتاج ذلك الحمل فإن بعضهم يولدون قبل موعد ولادتهم وناقصى النمو والبعض يولد ميتا، أما الذين ولدوا أحياء فإنهم يعيشون طبيعيين حتى لو كانوا ناقصى النمو فإن نموهم بعد ذلك يكون طبيعياً.

ويشير السواح إلى أن الفحوصات تشمل فحوصات الدم لمعرفة وظائف الأعضاء كالكبد والقلب كون لها علاقة بهبوط القلب، وأن دراسة غازات الدم والأشعة الصوتية للقلب ضرورى لمعرفة مدى الإصابة وخطورتها، بالإضافة إلى الفحوص التكميلية لاستبعاد الأسباب الأخرى لاعتلال عضلة القلب، وقد يصل الأمر إلى أخذ عينات من عضلة القلب المصابة عن طريق عمل قسطرة قلبية.


ويوضح، أن العلاج لا يختلف كثيراً عن هبوط القلب ذى الأسباب المختلفة، ولكنه يراعى اختيار الأدوية التى لا تتعارض مع الحمل عند المصابات أثناء الشهور الأخيرة من الحمل.

ويؤكد السواح أن معظم هذه الأدوية هى مدرات البول ومنشطات لعضلة القلب وقد يحتاج البعض مميع للدم كوقاية من جلطات محتملة، هؤلاء المرضى يحتاجون الدخول للمستشفى وربما للعناية المركزة للمعالجة لفترة قد تطول وقد تقصر بعدها يحولون لقسم التنويم لتكملة علاجهم، ثم يخرجون للمنزل عندما لا يكون هناك داعٍ لبقائهم بالمستشفى لاستكمال علاجهم بالمنزل.

ويبين السواح أن مرضى اعتلال القلب المصاحب للحمل هو نادر الحدوث وفى بعض الحالات ينتهى بـهبوط قلب دائم أو بوفاة المريض، وعليه يجب التنبه لتلك الأعراض مبكراً ومراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وابتداء المعالجة قبل الاستفحال.

وينصح الدكتور، بأن أى حمل بعد الإصابة بالمرض يجب أن يتم التخطيط له قبل حدوث الحمل مع استشارة الطبيب المعالج لمعرفة إمكانية استمرار الحمل وأثره على الأم والطفل، وهذا ينطبق أيضاً على الأمهات المصابات بأمراض القلب الأخرى.