اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 11:44 م

عبد الناصر ومرسى

الثلاثاء، 03 يوليو 2012 09:55 ص

قبل أن يهدأ الحديث عما قاله الرئيس الدكتور محمد مرسى: «وما أدراك ما الستينيات»، لا نعرف ما إذا كانت هذه العبارة جاءت خارج النص المكتوب له فى خطابه يوم الجمعة الماضى فى ميدان التحرير، أم أنها كانت فى صلب الخطاب الذى كتبه له آخرون.

وفى كل الأحوال فإنه لو عمل بهذه العبارة، سيجهز المسرح لمعارضة كبيرة له، تأتى من قلب أن نظرته لثورة يوليو عام 1952 محكومة بعداء مسبق منه، فى الوقت الذى ستبقى نموذجا فى مقاومة الاستعمار والهيمنة الخارجية، والعمل من أجل الاستقلال الوطنى، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

تحدث الرئيس مرسى فى خطابيه أمام ميدان التحرير وجامعة القاهرة، عن الخطوط العامة لنهجه السياسى، والمثير أنه تأتى مما فعله عبد الناصر، ففى تناوله للعلاقات الخارجية، تحدث عما فعله عبد الناصر بتحديد ثلاثة دوائر لعمق مصر الأمنى، وهى العربية والإفريقية والإسلامية، أما فى ضغطه على كرامة مصر، وأنه لن يسمح لأحد بالتطاول عليها، فقد كان عبدالناصر نموذجا فى ذلك، بل إن أحد أوجه الهجوم المجانى عليه، يأتى من أنه كان عنيدا فى هذا الجانب، وللتذكير فإن عبدالناصر قد رحل بعد ثلاثة أيام قضاها بين الرؤساء والملوك العرب، من أجل حقن الدماء التى سالت فى المعارك بين الجيش الأردنى ومنظمة التحرير الفلسطينية فى عمان عام 1970، أى أنه رحل من أجل قضية، تتعلق بصلب الأمن القومى العربى.

أما عن حديث الرئيس مرسى عن حقوق المصريين فى حياة كريمة وتوزيع عادل للثروة ودفع عجلة الإنتاج، فهو نفس النهج الذى كان يقوده عبد الناصر طوال فترة حكمه، وليس خافيا على أحد أن بسطاء مصر بموظفيها وفقرائها وطبقتها الوسطى وهم غالبية الشعب المصرى، يرتبطون بعبدالناصر ارتباطا وجدانيا، ليس لأنه كان زعيما فريدا من نوعه، وإنما لأنه ارتبط لديهم بالحاكم الذى سهر من أجل مصالحهم، وعاش من أجلهم حتى توفاه الله وعمره 52 عاما.

بعد خطاب الرئيس مرسى فى ميدان التحرير، قابلت قياديا إخوانيا، وفى التعبير التلقائى بفرحه من الخطاب، قال لى: «الخطاب ده فكر الشعب بعبدالناصر»، فقلت له: «طيب إيه لزمتها وما أدراك ما الستينيات».