اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 11:14 م

ارحم مصر من هؤلاء

السبت، 21 يوليو 2012 10:59 ص

شهادة أقولها أمام الله وعباده وعلمائه عن الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية ومفتيها، شهادتى مختصرة لا تتعدى كلماتها أصابع اليد الواحدة أكتبها فى أول أيام شهر الرحمة والقرآن والصيام شاهدا على ما أراه بعينى من هذا الرجل الذى كلما خمدت الفتنة بين أبناء الوطن الواحد أشعلها بتصريح أو فتوى، محتقرا أبناء مصر وتاريخها وشعبها ودياناتها، ومقبحا إسلامنا بكل ما يشينه ويدينه ويحط من قدره العلى المتسامى، شهادتى التى أقولها لله خالصة هى أنه: بمثل هذا الرجل تنهار الأمم.
يبدو أن الشيخ الذى يعد المرجعية الأساسية لحزب النور السلفى استاء من انتشار صورته مع أحد ممثلى الكنيسة أثناء انعقاد مناقشات اللجنة التأسيسية للدستور وهما يضحكان، فاستخسر فى الناس أن تقنع نفسها بتوافق وطنى وهمى، ففضل أن يلقى شعلة فى آتون الفتنة الخامد فأصدر فتوى تحرّم توصيل سائقى الميكروباص أو التاكسى القساوسة إلى الكنائس، واعتبر ذلك بحسب ما نشرته جريدة الوطن «أشد حرمة من توصيل شخص ما إلى الخمارات، ولا أعرف من أين استقى الشيخ فتواه هذه، وكيف له أن يساوى توصيل من يذهب إلى خمارة فيسكر ويقتل ويسب ويلعن ويفحش بمن يذهب إلى دار عبادته آمنا ويعود آمنا؟ ومن قال له أصلا أنه على من يوصل رجلا إلى خمارة إثم؟
فتوى برهامى تنزل كصفعة قوية على أدعياء المواطنة ومروجى التوافق الوهمى، فبعد أن خالف صريح القرآن الآمر بعدم سب المختلفين دينيا وقال إن عقيدة المسيحيين فاسدة ها هو يتمادى أكثر ويستعدى أطياف الشعب على بعضهم البعض. وأقسم بالله لو أن هناك مخططا صنعته الأبالسة والشياطين وأشد أهل الأرض كرها للإسلام لتشويه الإسلام ودولته ورجاله لما فعل أكثر من هذا الذى يفعله ياسر برهامى وأمثاله ممن يعتبرون خلق الله من أهل الكتاب والذميين وأصحاب الديانات المختلفة بهذا القدر من الدنو، وإنى أدعو من يدعون أنهم يمثلون الإسلام أن يقرأوا ما جاء بعدد اليوم عن شخصية الإمام على لنرى كيف كان هذا الصحابى الجليل وأحد أعلم أهل الأرض بالإسلام وشريعته يعامل أهل الكتاب ويحترمهم، وإنى لأسأل من يدعون معرفة الله وشريعته ويصدعون أدمغتنا بحديثهم: ما حكم رجل وجد جنازة ليهودى تسير أمامه فقام لها احتراما؟ وهل يعرف هؤلاء أن هذا الرجل هو سيد الخلق محمد بن عبد الله النبى الأمى عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟
تلك خطوة كبيرة قطعها هذا الشيخ فى سبيل إشعال الفتنة، ولا أستبعد أن يفتى ذات يوم بتحريم توصيل المياه والكهرباء إلى مساكنهم وكنائسهم، ولا أستبعد أيضا أن يحرم البيع والشراء لهم، لتكون هذه الفتاوى بابا لحرب أهلية أو لتدخل أجنبى، وهو ما حدث بالفعل على يد أحد شركاء «برهامى» فى الفتنة المسعورة وهو ذلك المسمى بوليد فارس من منظمة التضامن القبطى، التابعة لأقباط المهجر، الذى طالب الكونجرس الأمريكى بالتدخل لحماية الأقباط فى مصر، ولا يخفى على أحد أن أمثال هذا الوليد يستثمرون تصريحات أمثال «برهامى» ليروجوا فكرة أن الأقباط مضطهدون وأن الاضطهاد يأتى من أعلى سلطة فى البلاد ممثلة فى الحكام الإسلاميين الذين يعتبرون أمثال «برهامى» رمزا وعلما، ويحشرونه فى اللجنة التأسيسية لكتابة دستور مصر كما يريدون أن يحشروا أتباعه وأبناءه فى الوزارات والهيئات.
يا أرحم الراحمين، نجنا من أمثال هؤلاء، واحفظ مصر من كل شر.