اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 06:45 م

من الفاشية إلى جماعات الإسلام السياسى

الأحد، 15 يوليو 2012 06:05 م

يقولون إن أحداث التاريخ قد تتشابه، ولكنها لا تتطابق، وحتى النظريات والتعريفات فهى أيضاً عرضة للتغيير والتبديل حسب زمانها، وأسباب نشوئها، ورغم هذه الحقائق فإن قراءة التاريخ مرتبطة ببعض من تعريفاته، قد تساعد المرء فى فهمه أو بعض من تحليل الحاضر شديد الالتباس، ولذا فأنا سأضع بعضا من التعريفات كما كتبها الأكاديميون لشرح أحداث مرتبطة بالتاريخ، وعليك أنت أن تحاول ربطها بالحاضر، أو حتى استبعادها وإيجاد تعريفات خاصة بك.

الفاشية: إن الفاشية ليس لها تعريف محدد، ولكن فكرتها الأساسية قائمة على القومية العنصرية أو الدينية، وتباينت الفاشية من بلد لبلد، وسادت بصفة خاصة فى إيطاليا تحت حكم موسولينى، وفى ألمانيا تحت حكم هتلر، ولكن عموما تقضى جميع الصور التطبيقية للفاشية على هوية الفرد فى سبيل هوية الجماعة، وتنشأ دائماً فى الأزمات.

وكان بداية ظهور هذا المذهب فى إيطاليا فى صيف عام 1922 حين حاول العمال الاستيلاء على عناصر الإنتاج، وكان منها شركة فيات الشهيرة، وعمت الإضرابات البلاد بما فى ذلك المواصلات العامة، وكان موسولينى قبلها بعام قد تمكن من دخول البرلمان وشكل فرقاً مسلحة من المحاربين القدماء لإرهاب الاشتراكيين والشيوعيين، وأطلق عليهم أصحاب القمصان السود الذين كان يحشدهم من مختلف محافظات إيطاليا فى تظاهرات كبرى لبيان قوتهم، وكثرة عددهم، ويعتمد مثلث الفاشية على ثلاثة أضلاع «الإيمان.. الطاعة..القتال».

وكان موسولينى فى بداية حكمه، يظهر كسياسى معتدل يحترم القانون والدستور، ويتحدث عن احترامهم كثيراً.. لماذا؟ لأنه كان لايزال ضعيفاً.. ولكن عندما تمكن من الأمر وترسخت أقدامه فى السلطة.. راح يقصى خصومه واحداً واحداً من طريقه، ويقضى على الطبقة السياسية الليبرالية برمتها. وإجمالاً فإن الفاشية انطلقت من بين الأزمات السياسية والاجتماعية، فجعلت من القومية العرقية أو الهوية الطبقية أوالدينية حلاً، وتوحد الجمهور تحت عصبية أيديولوجية. والسؤال الآن.. لأى حد تبدو الظروف فى مصر الآن مشابهة لحال إيطاليا فى العشرينيات من القرن الماضى؟ فهل نحن مهيؤون بأى صورة من الصور لفاشية دينية، تتحدث عن القانون والدستور إلى أن تصل للسلطة، ثم تنقض علينا، أم أن جماعات الإسلام السياسى ستتعلم الدرس، وستعى أن مصر والأرض عموماً خلقها الله سبحانه وتعالى لتسع البشر أجمعين على اختلاف أفكارهم وهوياتهم وألوانهم ثم يأتى يوم علينا ليحكم بيننا الديان؟ ليتهم يتعلمون.. ونحن كذلك.