اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 09:33 ص

هل ستنجح الثورة؟

الأربعاء، 11 يوليو 2012 04:29 م

أوقفتنى فى الطريق وأنا أسير بشارع 26 يوليو بالقرب من سوق الملابس المستعملة، وقالت لى بعد أن صافحتنى: هما قفلوا لكم مجلس الشعب فبقيتوا تنزلوا تتمشوا فى الشارع زينا..! أجبتها باسما: شكلها كده فعلا يا حاجة، بس أنا شخصيا بتمشى فى الشارع علطول، سواء كنت نائبا أو مش نائب، قالت لى: أنا من زمان نفسى أشوف حد من اللى بيقولوا عليهم شباب الثورة، وكويس إنى قابلتك وانت واحد منهم وكنت نائب كمان، أنا عايزة أسألك بقى هى الثورة كدا نجحت ولا أنت شايف إيه؟

ترددت كلماتها فى ذهنى، وأنا أنظر لها وهى امرأة تبدو فى أوائل الخمسين وملابسها المتواضعة تدل على بساطة حالها، وتواضع معيشتها، ورددت عليها بسؤال: وحضرتك شايفة الثورة تبقى نجحت إمتى يا أمى؟

قالت لى بانفعال: الثورة تنجح لما حياتنا تتغير، ونعيش عيشة محترمة، لما دخلى أنا وولادى التلاتة ما يبقاش 400 جنيه، واقعد أدور على شغل عشان يكملوا تعليمهم، واتبهدل من مكان لمكان واصحاب الشغل يرموا لنا ملاليم، وهما بيكسبوا ملايين، لما أتعب أو حد من ولادى يتعب، فاعرف أعالجه مش يموت عشان مش لاقيين نجيب له الدوا، زى ما جوزى مات بالكبد لأنه مكانش معاه تمن حقن العلاج ومالهوش تأمين صحى، لأنه كان صنايعى باليومية.

إحنا حلمنا معاكم إن البلد تتغير، وتفاءلنا بيكم، وقلنا شباب متعلم وهياخد البلد لقدام، لكن أنتم رحتم فين جبتوا لنا ناس بدقون، يقولوا لنا شغل الست حرام، والست لازم تقعد فى بيتها، طيب يصرفوا عليا وأنا أقعد فى بيتى، هو أنا غاوية أبهدل نفسى يعنى واتمرمط عند اللى يسوى واللى ما يسواش، وقاعدين تتخانقوا وتقولوا إيش دولة مدنية، ولا دولة دينية، وناس تقول السنيين هيمنعوا المايوهات والخمرة، أنا دمى بيتحرق وأنا بتفرج على التليفزيونات، وببقى عايزة أصرخ وأقول للناس دى حرام عليكم مايوهات إيه وخمرة إيه، إحنا مش لاقيين ناكل عشان نروح مصايف، انتم ليه مش بتحسوا بينا ولا فاهمين حالنا إيه؟

وامبارح كنت بشوف فى التليفزيون برنامج واحد طالع يقول الرئيس مش رئيس، والجيش هو الرئيس الحقيقى، والنبى قولهم إحنا مش فارق معانا مين يبقى الرئيس، المهم يريحنا، لأننا تعبنا ومش قادرين نستحمل أكتر من كدا، ولو شفت الرئيس مرسى قوله إن فى ناس كتير انتخبته وأنا منهم، عشان قال هغير مصر فى 100 يوم، وههتم بالفقرا والغلابة، أنا مستنية أشوف الاهتمام دا.

والنبى يا أستاذ أمانة عليك زى ما قلبتوا البلد، رجعوها تانى، وسيبونا نعيش طالما الثورة ما نفعتش وانتم طلعتوا صغيرين، ومش قد الموضوع دا، هدوا الدنيا وفكروا فينا قبل ما تفكروا فى أى حاجة، إحنا عايزين ناكل ونشرب ونقفل بابنا علينا فى أمان، مش عايزين غير الستر.
انهت كلامها وقلت لها: ربنا يسهل الحال يا حاجة، وصافحتها ومضيت وفى عقلى آلاف الأسئلة، ولكن السؤال ظل الأكثر الحاحا هل ستنجح الثورة؟