اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 02:20 م

رسالة إلى حمدين صباحى

الأربعاء، 06 يونيو 2012 09:44 م

تعرفت على حمدين صباحى منذ 1976 وحتى مارس 2012.. رئيس اتحاد الطلاب، الصحفى، المناضل، القائد السياسى الناصرى، ولكن منذ مارس 2012 تعرفت على الوجه الحقيقى لصباحى من خلال أنصاره فى صعيد مصر، 3 أشهر بين هؤلاء المقاتلين جعلتنى أدرك معنى المثل الشعبى القائل «اللى بيحبه ربنا يحبب فيه خلقه»، وأعتقد أن مستشارى حمدين من كبار المحللين والباحثين سوف يعكفون على تحليل الأصوات التى نالها حمدين بطريقة علمية وسياسية، ومع كامل احترامى لهم فإنهم سوف يتعاملون مع أرقام وتصنيفات مختلفة دون إدراك للأبعاد الإنسانية والقيمية لهذه الأصوات، وإذا أراد حمدين بعد هذا العمر ورحلة النضال العظيمة أن يتعرف جيدا على نفسه فعليه أن يغوص فى عمق القرى والنجوع ومصانع تحت السلم، والزوايا الفقيرة، والكنائس غير المرخصة «السرية»، ليسمع دعاء هؤلاء المصلين والمتعبدين فى محراب الوطن من أجله، أن يسمع لسائقى التكاتك فى أزقة الوطن التى لا تحمل أسماء، أن يسمع همس العمال والعاملات العائدين من الغيطان وهم ينظرون إلى نسر يحلق فى السماء ويتمتمون بالدعاء ربنا ينصرك يا حمدين أو ما سمعته من أحد مرضى فيرس سى حينما قال لى: «حمدين مش واحد مننا بس لكن ده حاسس بوجيعتنا».. آه يا حمدين يا صديقى هؤلاء هم تحالف قوى الشعب العامل فى زمن القهر، والذين نقشوا رمزك فى قلوبهم، بنات زى الورد وشباب زى الفل، وبطالة تنهش أرواحهم، كل هؤلاء لم تدركهم مخيلة قادة حملتك من مشاهير العاصمة، فهل حان الوقت لتضع كفك فى كف هؤلاء الذين استقويت بهم وحان وقت استقوائهم بك.
الصديق حمدين: لابد أن تعلم أنك ثالث إنسان برتبة زعيم بعد النحاس وناصر يحاول الفقراء الاستقواء به، هؤلاء لم يقرأوا برنامجك بل أحبوك لأنك واحد منهم، وكنت لهم الأمل فتصدوا لكل أصحاب الإقطاع السياسى والمالى والقبلى والدينى، لقد أعطوك أصواتهم فى عشق سرى، ولن تعلم كيف ابتلع هؤلاء دموعهم بعدم فوزك حتى لا يراها الإقطاعيون الجدد، إنهم يحتاجونك يا حمدين، فلتذهب إليهم فى نجوعهم وأحيائهم المنسية الأسماء، اذهب اليهم كما ذهب النحاس باشا من 1930 إلى 1935 واستقوى بهم حتى عاد دستور 1923، وكما ذهب ناصر إليهم بعد هزيمة 1967 فأعطوه فلذات أكبادهم ليعيدوا بهم بناء الجيش الذى عبر 1973، نظمهم فى منظمات قاعدية ومحلية واجتماعية ونقابية وشبابية، كل حسب حاجته وكل حسب طاقته، لأن هؤلاء هم أنصار الثورة الحقيقيون وأنت بالنسبة لهم لم تكن الرئيس القادم بل الحلم القادم من أعماق الفقر والجرح.