اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 08:15 ص

أوليس لكم ببغداد عبرة يا أيها الثائرين؟!

الثلاثاء، 05 يونيو 2012 08:57 م

مرت رياح محاكمة القرن بما لا تشتهيه سفن ما يطلق عليهم القوى الثورية (وما أكثرهم)، حيث هاجت وماجت تلك القوى ونزلت إلى الميادين فى مشهد جديد من مشاهدهم الشهيرة، وجرت وراؤهم الكاميرات الفضائية والأرضية والصحفية (كالعادة) وانضم إليهم الإخوان ومرشحو الرئاسة الخارجون من السباق الرئاسى، وحُملوا على الأعناق وهتفوا فى الجماهير وأطلقوا تصريحات نارية تندد وتشجب وتتوعد ووصلت إلى حد أن المرشح الإخوانى محمد مرسى يعد بإعادة المحاكمات من جديد فى حال فوزه، وكأنه قاضٍ قديم وليس بمهندس، كما نعلم جميعا !! غير مدرك أن مثل هذه التصريحات تدينه ولا تزيد من شعبيته، فالشعب المصرى قد سقم من الوعود والمزايدات وانتهاز الفرص، ثم إن تدخل أحد أيا ما كان فى السلطة القضائية شىء غير مقبول. 
لقد قضت المحكمة بحكمها بناء على أسانيد ودلائل قُدمت لها ولم تبن حُكمها على شىء آخر، وكان القانون ومواده هو الفيصل فى استقرار ضمير القاضى المستشار أحمد رفعت الذى أصدر حُكمه بالمؤبد على مبارك والعادلى فى قضية قتل المتظاهرين وتبرئة باقى المتهمين من القضية ذاتها ومن باقى القضايا، والسؤال الذى يحضرنى ويحيرنى أيضا للغاية، ماذا يريدون أكثر من ذلك؟ رئيس سابق يحصل على مؤبد وينقل إلى سجن طرة وجميع أعوانه وابنيه موزعين على السجون بمصر، بالإضافة إلى إلغاء حالة الطوارئ وحل جهاز مباحث أمن الدولة وحل الحزب الوطنى الديمقراطى ونجاح فى انتخابات المجالس النيابية شهد له الجميع، ومرور المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية على ما يرام، هذا فضلا عن أن الشعب المصرى لم يشعر للحظة منذ اندلاع الثورة وإلى الآن بالأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد، والتى كادت أن تضعنا جميعا فى موقف حرج وخطير، حريات ومزايا غير مسبوقة حصل عليها الثوار لدرجة أنهم أصبحوا خطا أحمر لا يقترب منه أحد على الإطلاق، مما جعل من كل الجرائد والقنوات أن تنحاز إليهم وتبرر لهم الخطايا وبعض التصرفات غير المقبولة على الإطلاق مثل حرق مقر حملة شفيق مثلا أو مثل سب المشير تحت قبة البرلمان من أحد الأعضاء الموقرين أو الانحياز للأفكار التى ترضيهم بشكل عام. هل ما حدث وكل ما أنجز على مدار الستة عشر شهرا الماضية ليس بكافٍ حتى تهدأون؟! هل ستظلون تنظرون للماضى وتنتقمون «بلا رحمة»؟! إلى متى سنتحمل البلبلة التى تثيرونها وكأن مصر أصبحت مصركُم وحدكم لا شريك لكم فيها؟! إلى متى ستتحايلون على القانون وتُفصلونه على مقاسكم (أعنى النائب عصام سلطان اللى طلع محامى مجدى راسخ صهر مبارك)؟! إلى أى حدٍ ستقسمون مصر التى وحدها مينا منذ الآف السنين؟! ألا تدركون أن التاريخ سيحاسبكم على ما تفعلون؟! ألا تدركون أن منا (نحن المصريين) يخاف على الوطن مثلكم بدون مصلحة؟! ألا تدركون أن العراق صاحب الحضارة والعراقة قد انهار لسنوات مرت وسنوات قادمة بسبب الانقسامات الداخلية التى تقومون أنتم بها الآن بدون وعى؟! أخيرا وليس آخرا ألم تدركوا إلى الآن حقيقة حجمكم بعد نتيجة المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة التى حصل فيها قياديو التحرير خالد على والحريرى والأشعل مجتمعين على نصف أصوات نقيب المحامين!؟.. أرجوكم كفاكم عبثا فالوطن فى حالة احتضار.