اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-22

القاهره 11:56 ص

تحية للست أصالة


الخميس، 28 يونيو 2012 07:43 ص

كان الطرب فى الماضى يرتبط دائما بالثروة والجاه والسلطان، ولم يكن من السهل أن يصل الإنسان العادى إلى مجلس طرب، لأن ذاك المجلس كان دائما يكلف الكثير، وهذا المجلس كان دائما مليئا بالموبقات التى يحرمها الشرع، فهو مجلس طرب وخمر وفسق، ولعل ذلك كان من الأسباب التى حرم الفقهاء لأجلها الموسيقى، فهى –فى نظرهم– تختلط دائما بموبقات أخرى، والفقيه ابن زمنه، ولم يكن الفقيه يتخيل أن هناك إمكانية للطرب بدون أن يغشى الإنسان مجلس الطرب بما فيه من مخالفات للشرع، ولم يكن يتصور الفقهاء أن زمنا سوف يأتى يستمتع المرء فيه بسماع الموسيقى وبينه وبين مجلس الطرب آلاف الفراسخ والأميال.

مجلس الطرب الذى ارتبط بالسلطة والمال كان طبيعيا أن يرتبط كل من فيه بمن يحوز هذه السلطة، وكان طبيعيا أن يكون المطرب دائما ملكا للسلطان «حقيقة أو مجازا»، واستمر هذا الأمر حتى وصلنا للعصور الحديثة، فصار من أندر النادر أن نرى ممثلا أو مطربا مشهورا يعارض نظام الحكم.

لكل ذلك أحب أن أحيى الفنانة الكبيرة أصالة على وقفتها فى وجه النظام السورى، وعلى موقفها المناصر للثورة السورية العظيمة، وعلى تحملها سفالات الفنانين التابعين للمخابرات السورية، وعلى جهرها بكلمة الحق فى وجه السفاح المسمى بشار الأسد الذى يزعم أنه رئيس نظام يقاوم إسرائيل، وما هو إلا جزء من الترتيبات الدولية والإقليمية التى تحفظ أمن إسرائيل، ولو أراد نظام الأسد –الذى يحكم منذ أربعين عاما– أن يحرر الجولان لكان قد حرك الجيوش فى ذلك الاتجاه، ولكنه نظام لم يحرك دبابة إلا لكى تدك بيوت الآمنين من المواطنين السوريين.

أم كلثوم كانت تسمى «الست»، وكان ذلك إجلالا لها وتكريما، وأنا اليوم أحب أن أقول للفنانة أصالة: اصبرى.. وسوف يحفظ التاريخ لك هذا الموقف، وسوف يندم الأذناب على خزيهم، وسوف تبقين أنت «الست أصالة»، وهم سيدخلون التاريخ صبية وأَغَوَات للظلمة.

يا ست أصالة.. لست مضطرة للرد عليهم، ولست مضطرة لتبرير ظهور الشمس فى الصباح، بل هم من عليهم أن يبرروا سواد وجوههم المكفهرة، ولا بارك الله فى فنان يصنعه حب الشعب، ثم يتنكر لهؤلاء الناس وهم يقتلون آناء الليل وأطراف النهار بدم بارد.
يا ست أصالة.. «ظفرك برقبتهم»!