اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 10:29 م

قوات الاحتلال فى العباسية

السبت، 05 مايو 2012 08:07 ص

وقف شاب لا تعرف ما إن كان متظاهرا أم ثائرا أم بلطجيا أمام الكاميرات وأعلن بكل فخر وفرحة أنه يتحدث بناء على تفويض من المعتصمين أمام وزارة الدفاع، وقال أنه أجرى عملية تفاوض سريعة مع رتبة عسكرية كبيرة عبر الهاتف لتبادل الأسرى.. هكذا قال الشاب بكل فخر وكأنه يتحدث من على الحدود مع تل أبيب.

الشاب الذى يتفاوض باسم المعتصمين كان يطلب إطلاق سراح 100 معتقل سياسى مقابل الإفراج عن رائد القوات المسلحة أمير محمد السعيد إبراهيم الذى تم القبض عليه فى ميدان العباسية من قبل المعتصمين، ولم ينس سيادة الشاب المعتصم المفاوض أن يختم كلماته بالتأكيد على أن الضابط الأسير يعامل معاملة حسنة.

وحتى تكتمل القصة لديك يا عزيزى دعنى أخبرك أن ضابط القوات المسلحة لم يكن من ضمن فرق تأمين وزارة الدفاع أو خلافه، بل كان فى زيارة عائلية لأسرته قادما من مكان خدمته فى الإسكندرية.

أرجوك لا تندهش.. الكلام السابق ليس جزءا من قصة خيالية، أو شائعة تتطاير على مواقع التواصل الاجتماعى، أو قصة تمت فبركتها بناء على مؤامرة صهيونية كبرى ضد مصر.. الكلام السابق وصف لواقعة حقيقية استخدم فيها الشاب المفاوض لفظة الأسير أكثر من مرة حتى خيل لى أننا عدنا إلى أجواء الحرب، وأن من يتحدث عنه هو «جلعاد شاليط» وليس ضابط جيش مصريا.

أى عبث وأى جنون نعيش، وهل هذه هى طريقة تفكير القوى السياسية المشاركة فى اعتصام وزارة الدفاع؟، ألهذه الدرجة اختفى صوت العقل فى أماكن التجمعات والمظاهرات؟، ألهذه الدرجة نكره ثورة 25 يناير ونتركها للأغبياء الذين يتصرفون كالدببة التى تقتل أصحابها؟، ألم يفكر السادة المعتصمون أمام وزارة الدفاع، بأن القبض على ضابط جيش ووصفه بالأسير يعطى الحق للقوات المسلحة أن تنفذ عملية لتحريره والدفاع عن هيبتها، من المؤكد أنها ستتحول إلى مجزرة لن يكونوا فيها ضمن الجناة؟!، ألم يقدر السادة المعتصمون أمام وزارة الدفاع حجم التشويه الذى ستتعرض له الثورة وفكرة الاعتصام والتظاهر فى أذهان الناس حينما يستمعون إلى كلام هذا المتفاوض المجنون أو تلك المجموعة التى ألقت القبض على الضابط وأطلقت عليه لقب أسير؟

لا أملك أى تعليق أو تفسير على القصة السابقة، أو إن شئت الدقة.. أنا أشعر بالكسوف والخجل من التعليق على قصة بهذا المحتوى، ولا أجد ما أقدمه لك سوى محتوى رسمة كاريكاتير للفنان عبد الله قال فيها لأحد الأرواح الشهيدة: «أمانة عليك لو شفت حد من شهداء يناير.. أكدب عليه وقول له، الثورة نجحت».