اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 04:09 م

المسيحيون وشفيق

الخميس، 31 مايو 2012 10:03 ص

تلقيت اتصالا هاتفيا غاضبا من صديق مسيحى حول الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة وأصوات المسحيين فيها.

صديقى الذى لم يأذن لى بذكر اسمه، لديه وعى سياسى كبير، وسخر كل إمكانياته لتأييد حمدين، مؤكدا لى أنه هو وأهله وأصدقاءه وكل معارفه منحوه أصواتهم بقناعة تامة، وأنه لم يجد صعوبة فى إقناع مسيحيين يعرفهم بأن حمدين صباحى هو الأصلح من بين كل المرشحين، لأنه لم يغير خطابه السياسى، كما أنه أكثر من تحدث عن الوحدة الوطنية، وأضاف صديقى أنه يذكر ذلك ردا على ما يقال فى وسائل الإعلام عن أن الفريق أحمد شفيق عبر إلى جولة الإعادة بتكتل مسيحى فى الأصوات، وقال إنه لا ينفى أن هناك أصواتا مسيحية ذهبت إلى شفيق، لكنْ هناك أصوات منها ذهبت إلى حمدين وعمرو موسى شأنها فى ذلك شأن أصوات المسلمين، وأضاف فى اتصاله أنه من الصحيح أن أصوات المسيحيين لم تذهب إلى أى مرشح محسوب على قوى الإسلام السياسى، باستثناء أصوات قليلة ذهبت إلى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.

صديقى المسيحى أضاف أن القيادة الكنسية لم تعط توجيهات لأحد بالتصويت لمرشح معين، وكان التوجيه فقط لضرورة المشاركة، وعدم العزوف عن الحضور مع الحرية التامة فى التصويت، وقال إن الأصوات المسيحية التى ذهبت إلى شفيق، اقتنعت به شأن الأصوات المسلمة، ولم يكن ذلك على أرضية طائفية ترمى إلى أن الرجل سيعطى المسيحيين مكاسب خاصة مثلا، وإنما هم صدقوا كلامه حول قدرته على استعادة الأمن، وهذا ما صدقه أيضا ناخبون مسلمون، وبالتالى فإن وصول شفيق إلى جولة الإعادة هى مسؤولية جموع ناخبيه المصريين مسلمين ومسيحيين على حد سواء.

صديقى المسيحى قال إن الخطر الذى سيتولد من كثرة الحديث عن أن أصوات المسيحيين ذهبت إلى شفيق هو الربط الميكانيكى بين صعود شفيق كعلامة فشل للثورة وبين الناخبين المسيحيين الذين ساهموا فى تأهيله لذلك، أى أنهم يساهمون فى فشل الثورة، وهو ما يؤدى إلى عودة الاحتقان الطائفى من جديد، والخطر فيه هذه المرة، كما يقول، أنه لا يأتى على أرضية دينية، بل على أرضية التخوين السياسى.

حديث صديقى المسيحى نقلته كما كان بالضبط، لكن لغز الصندوق الانتخابى هو الذى يحملنا إلى الجدل حول هذه القضية.