اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 02:46 ص

فليصمت صبحى صالح

الأربعاء، 30 مايو 2012 09:51 ص

لو كنت مكان جماعة الإخوان المسلمين وحزبها «الحرية والعدالة» لاتخذت قرارا فوريا بإلزام النائب صبحى صالح بالصمت فى هذه الفترة التى تبحث فيها الجماعة عن توافق وطنى، يساند مرشحها الدكتور محمد مرسى لرئاسة الجمهورية.

منذ أن ظهرت نتيجة الانتخابات تلتزم الجماعة بلغة ناعمة نحو القوى السياسية، وتفتح الطريق أمام مبادرات مختلفة، وبقدر ما يعطى ذلك شعورا بالقلق من الانتخابات، فإنه يعد مسلكا طيبا من شأنه أن يعالج أخطاء كثيرة سادت المرحلة الماضية فى سلوك حزب الحرية والعدالة نحو القوى السياسية الأخرى.

غير أن صبحى صالح يبدو أن له رأيا آخر فى هذا الأمر، وذلك بقوله: «الإخوان مش قوات احتلال حتى يقدموا تطمينات، وأنا عن نفسى أرفض هذه النغمة»، وجاء هذا الرأى تعليقا منه على مطالب القوى السياسية بتقديم تطمينات لها بعدم احتكار الفضاء السياسى المصرى ومشاركة الأطياف السياسية الأخرى فى تشكيل الحكومة والدستور مقابل دعمها مرشحها محمد مرسى.

لغة صبحى صالح تعبر عن استعلاء معهود منه، ويصب فى غير مصلحة الجماعة فى هذا التوقيت تحديدا، وقد يرد البعض بأن رأيه ليس هو المعبر عن الجماعة، غير أنه لا يجب إغفال أن هناك جمهورا يستمع إلى ما يقول، وقد يتأثر بالسلب فيتحول بأصواته إلى المرشح المنافس.

الجماعة بالفعل ليست كما يصفها صبحى صالح «قوات احتلال»، وهى بلا شك رافد وطنى أصيل ناضل وقدم التضحيات، لكن هذا الرافد كغيره من القوى السياسية الأخرى يصيب ويخطئ فى الممارسات السياسية، والفصيل السياسى الذى يسارع بتصحيح أخطائه، هو الذى يعطى لنفسه نبضا جديدا فى التواصل مع الجماهير، ويحجز لنفسه مقعدا دائما على الخريطة السياسية.

وحتى لا نكرر ما ذكرناه بالأمس، فإن على صبحى صالح أن يراجع مسار حزبه فى المرحلة الماضية، وليس هذا استكبارا، فقد أعلن الدكتور محمد مرسى بنفسه عن أخطاء تم ارتكابها من الحزب خلال المرحلة الانتقالية، وتعهد بتصحيحها باستخدام مصطلح «توحيد الصف»، أضف إلى ذلك أن اتصال قيادات الحزب بكل من حمدين صباحى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، والدعوة إلى الحوار مع باقى القوى السياسية، هو تعبير عن شعور بأن هناك انفضاضا وطنيا، بقدر ما، عن الجماعة، لابد من علاجه.