اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 10:31 ص

حمدين رئيساً

الأحد، 27 مايو 2012 07:36 ص

بحسابات الصناديق فاز أحمد شفيق ومحمد مرسى، وبالحسابات الشعبية فاز حمدين صباحى.

فاز حمدين صباحى بنبض الشارع المصرى الصادق الذى منحه ما يقرب من خمسة ملايين صوت رغم دعايته الفقيرة، فاز حمدين بأصوات زحفت إليه بقناعة تامة وإيمان ببرنامجه السياسى، ومشروعه النضالى الذى بدأه وواصله دون كلل وشكوى من الثمن الذى دفعه بالاعتقال والمطاردة ومحاولة الاغتيال.

لم يهادن حمدين ولم يساوم فى مواقفه المبدئية، ولم يتلون كغيره من المرشحين، اختار الصدق سلاحاً للوصول إلى قلب الناس، فمنحه الملايين أصواتهم بعد أن رأوا فيه مرشحاً شعبياً عابراً للأيدلوجيات والجماعات السياسية.

قلة من المحسوبين على معسكر الثورة قدموا هدايا تصويتية سمينة لأحمد شفيق حين تطاولوا على حمدين كذبا وافتراء، وحين أشاعوا كذباً بأنه ليس لديه فرصة فى الانتخابات، والفرصة الحقيقية موجودة لأبوالفتوح، ونصحوا الناخبين بعدم التصويت لحمدين حتى لا تضيع هباء فتبخرت قوى تصويتية كانت فى طريقها لحمدين، وكانت من الممكن أن تحسم المعركة لصالحه وبفارق كبير عن منافسيه.

تضارب قوى الثورة أدى إلى حصاد مر وهو وقوف الناخب الآن أمام مسارين، إما أن تكون الرئاسة للإخوان فى حال فوز محمد مرسى، ويعنى ذلك أن تكون الجماعة قد امتلكت مجلسى الشعب والشورى والحكومة والرئاسة، أى حدوث محظور طغيان اللون الواحد، وهو المحظور الذى نبه حمدين لخطورته، وإما أن تذهب الرئاسة إلى شفيق فيعود النظام السابق بكل فساده، وتذهب دماء الشهداء سدى، وكأنه لم تكن هناك ثورة حدثت.

فتح حمدين طريق ثالثاً كان بديلاً لطريق حكم الإخوان، والطريق الذى يعد الآن لعودة النظام السابق، بجبروت رأس المال الذى توزع كرشوة انتخابية فى القرى والنجوع، وإغراءات تم تقديمها لقيادات الحزب الوطنى المنحل بالعودة مرة ثانية إلى دائرة الضوء والنفوذ.

أصبح حمدين وعبر صندوق الانتخابات قائداً للثورة، بعد أن كانت الثورة بلا قائد لها منذ أن تفجرت، وأصبح شعاره «الثورة من الميدان إلى الديوان» ماركة مسجلة باسمه، وتنتظر اللحظة التى يقود فيها الجماهير المؤمنة ببرنامجه وقيادته إلى تنفيذها.

فاز حمدين «شعبياً»، لأنه وكعادته كان أكثر المرشحين صدقا وبصيرة للمستقبل.