اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-08

القاهره 10:39 م

مصر والسعودية و«العنود»

الأربعاء، 02 مايو 2012 08:04 ص

«اللهم احفظ مصر من كل سوء»، كتبت هذه الدعوة القارئة السعودية «العنود»، تعليقا على مقالى منذ أربعة أيام، وبعد قرار المملكة بسحب سفيرها من مصر، والذى جاء فى أعقاب مظاهرات أمام السفارة احتجاجا على اعتقال الشاب المصرى أحمد الجيزاوى.

تعليق «العنود» تزامن مع دعوات لأشقاء سعوديين على صفحات الـ«فيس بوك»، تدعو إلى سرد الذكريات الطيبة التى جمعت بين مصريين وسعوديين، فكان الحصاد فيضا من الأحاديث الطيبة، والذكريات الجميلة والعميقة التى يحتفظ بها الطرفان نحو بعضهما.

ربما تحملنا السياسة فى العلاقات بين البلدين إلى تضاريس صعبة، ومواقف متناقضة، بما يقود إلى توترات، لكن عمق العلاقة بين الشعبين تؤهل دائما إلى عبور كل الأجواء السياسية المعاكسة.

ربما يحملنا صراع الفكر والثقافة إلى انتقادات للفكر الوهابى الذى تسلل إلى مصر منذ سبعينيات القرن الماضى، لكن الفكر يواجه الفكر، وما ينفع الناس سيبقى، والإسلام «الوسطى»، الذى يفهمه ويتعامل به المصريون، سيظل كما هو ولن يتعايش معه أى وافد عليه.

فى سنوات من ستينيات القرن الماضى لم تكن الأجواء طيبة بين البلدين، لأسباب كثيرة لا تتسع هذه المساحة لسردها، لكن البحث عن بوصلة التوافق كانت هى الإرادة التى هيأت المسرح لحرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر عام 1973.

فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، ومع هبة الغضب العربى من السادات نتيجة توقيعه اتفاقية كاب ديفيد، تجمدت العلاقات بين البلدين لسنوات.

فى طبيعة العلاقات بين البلدين لا يجب إغفال أن هناك ملفات شائكة، تتعلق بوضع العمالة المصرية فى السعودية ونظام الكفيل الذى لا يقتصر على السعودية فقط، وإنما يمتد إلى بلدان خليجية أخرى، لكن فى قراءة هذا الأمر لا يجب أن نغض الطرف عن أننا فى مصر أصحاب المشكلة أولا وأخيرا، فلو كانت مصر وطنا يتسع لأبنائه فى العمل والأمل، ما كان هناك تصدير لأزماتنا إلى الخارج، ولو كانت مصر وطنا يتسع لأفكاره بدرجة تؤدى إلى انصهارها، والتعايش مع الصالح منها بما يستقيم مع طبيعة المصريين، ما كانت هناك شكوى دائمة من تغول الفكر الوهابى.