اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 02:22 ص

عزة ومنال خطر على الإخوان

الإثنين، 14 مايو 2012 07:54 ص

أثق تماما فى المشروع الفكرى لجماعة الإخوان المسلمين حتى وإن كنت أختلف مع بعض تفاصيله، وأثق أكثر فى أن الجماعة التى أسسها حسن البنا وقامت على رسائله وأفكاره تضم العديد من العقول المحترمة والمتطورة والمفكرة القادرة على خدمة هذا الوطن، وتتعرض هذه الثقة إلى خلل رهيب مع الخوض فى تفاصيل ملف اختيارات الجماعة لنوابها والمتحدثين باسمها وأصحاب المناصب الكبرى من النساء والرجال فى حزب الحرية والعدالة، ومصدر الخلل هنا يكمن فى الأخطاء التى يرتكبها هؤلاء.. الذى بات واضحا للجميع أن اختيارهم تم بناء على معايير أخرى غير الكفاءة والأهلية للمناصب التى حملوا عبئها.

قد يجوز أن نتحدث عن تقديم معايير مثل الولاء والثقة فى اختيارات جماعة الإخوان للمسؤولين الكبار فى الحزب والنواب فى البرلمان، وجواز الحديث هنا تؤكده كل يوم الأخطاء التى يقع فيها عدد من المسؤولين والكوارث التى يرتكبها عدد من النواب، وتسحب من الرصيد الشعبى للجماعة وحزبها سحبا ملحوظا يرفض الإخوان وحدهم الاعتراف به، وربما لو أجرى مكتب الإرشاد استطلاع رأى جماهيرى حول أداء القيادات النسائية لحزب الحرية والعدالة -وتحديدا السيدة عزة الجرف الشهيرة بأم أيمن والدكتورة منال أبو الحسن- فسوف يكتشف أن ما خسره الإخوان من تعاطف بسبب المرأتين وتصريحاتهما وأدائهما أكثر مما خسرت الجماعة فى عقود وفترات أصعب وأخطر.

لم تظهر الدكتورة منال أبوالحسن على أى شاشة إلا وتعمدت إهانة خصومها، ونقل الحوار إلى منطقة الصراخ على عكس أدبيات الجماعة التى تكسب دائما تعاطف الناس بعقلانية خطابها وهدوئه، إبداعات منال أبوالحسن مستمرة ولم تتوقف عن تصريحات قذف محصنات مسيرة الحرائر فى شرفهن وذمتهن المالية وعدم إظهار الدكتور للتسجيل الصوتى الذى يؤكد براءتها من هذه التصريحات رغم مرور شهور على الواقعة، السيدة منال لم تختلف كثيرا عن النساء اللاتى كان يصدرهن الحزب الوطنى فى المشهد السياسى خاصة فيما يتعلق بالعجرفة والغطرسة وإطلاق التصريحات العنجهية التى تعوض قلة الحيلة وضعف الأداء السياسى، وبدا ذلك واضحا حينما خاطبت أعضاء المجلس القومى للمرأة قائلة: «سنكون أسياد هذا المكان وسنخرج منه كل من يعادى دين الله».

السيدة منال اختتمت إبداعاتها وكوارثها بتصريح أكدت فيه لنساء الإخوان فى بنى سويف أن الدكتور محمد مرسى مدعوم من الله عز، وجل وهذا النوع من الخطاب ربما يليق بالشيخة الشريفة ماجدة أو بدراويش الموالد، ولكنه لا يليق أبدا صدوره عن قيادية بهذا الحجم فى حزب يريد تشكيل الحكومة وحكم مصر.

ولا تختلف السيدة عزة الجرف كثيرا عن منال أبوالحسن فهى نموذج أكثر تطورا لنائبات الكوتة فى زمن مبارك ولأداء الوزيرة السابقة عائشة عبدالهادى، فبعد تصريحاتها الشهيرة بخصوص قانون الخلع وتحميل مسؤولية التحرش للبنات، ودعوتها لختان الإناث لأنه سترة ومكرمة للفتيات أدهشتنا بتعليق فى نفس المؤتمر ببنى سويف قالت فيه إن حقبة الليبراليين والعلمانيين فى مصر انتهت وبدأت حقبة الإسلاميين، وكأن السنوات السابقة كانت ضمن عصور الجاهلية الأولى التى يجب شطبها من تاريخ مصر. هذه السموم الفكرية، التى تروجها السيدتان عزة ومنال والتى تتناسب مع طريقة أداء اللقاءات النسائية فى مخابز العيش وجلسات الأفراح والعزاءات، خطر على جماعة الإخوان قبل أن تكون خطرا على الرأى العام الذى لا تنقصه مدافع تشويه وإرباك جديدة.