اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 10:58 ص

كيف تجرأ عمر سليمان؟!

الأحد، 08 أبريل 2012 07:55 ص

الصراحة والجزء غير العادل فى مسألة الديمقراطية يستدعى أن نفهم حق اللواء عمر سليمان فى الترشح لرئاسة الجمهورية حتى لو كان واحدا من الأعمدة التى قام عليها نظام مبارك وطغى وتجبر.. ولكن هل يمكن التغاضى مع هذا الاعتراف الذى أجبرتنا عليه الديمقراطية عن الجانب المؤلم فى قضية ترشح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية؟!

الألم هنا يكمن فى تجرؤ نائب مبارك ومدير جهاز مخابراته على خوض انتخابات الرئاسة، وهو الرجل الذى هتفت الميادين بسقوطه وسقوط رئيسه، ولم يتحمل هو وجهاز مخابراته أو أجهزة رئيسه الأمنية غضبة الشارع المصرى لمدة أسبوعين ولم ينجحا فى التعامل معها أو حتى استيعابها.

أن يفكر هذا الرجل فى ترشيح نفسه لرئاسة مصر بعد أن نادى الشعب بسقوطه وأسقطه، فلا إهانة للثورة ولشهدائها والدماء التى روت أسفلت ميدان التحرير وميدان الأربعين وكورنيش الإسكندرية أكثر من ذلك، أن يرد إلى تفكير عمر سليمان وأحمد شفيق أن كرسى رئاسة مصر ربما يكون لأحدهما فهذا هو منتهى الاستخفاف بالملايين التى خرجت تهتف بسقوط النظام.

أنا - وربما أنت مثلى الآن - أشعر بالإهانة لمجرد أن فكرة كرسى الرئاسة زارت خيال عمر سليمان، حتى لو كان ترشيحه جزءا من مؤامرة أكبر، أو تنفيذا لأمر مجلس عسكرى نجح فى مخطط تفريق القوى السياسية وترويض الثورة وطيها وحفظها فى خانة الفعل الماضى، دعنا نعترف بأن ترشيح عمر سليمان ليس إلا «صفعة» على كل هذه الوجوه التى رفضت أن تعترف بسير الثورة فى المنحنى الخطر، واستسلمت لنغمة حماية المجلس العسكرى للثورة.

هل يمكن أن أحصل على القليل من انتباهك وأخبرك أن وجود عمر سليمان على كرسى الرئاسة لا يعنى أى شىء سوى امتثال مصر كلها لقرارات حسنى مبارك ووصيته الأخير بمنح عمر سليمان كرسى الرئاسة؟ هل يمكن أن أخبرك بأن الجملة التى كنا نسخر بها فى أوقات الإحباط بخصوص أن الثورة كانت مجرد فقرة إعلانية سنواصل بعدها مسلسل حكم نظام مبارك ستتحول مع اللواء عمر سليمان إلى واقع؟ هل يمكن أن أخبرك أن كل صوت سيحصل عليه عمر سليمان فى انتخابات الرئاسة القادمة سيكون بمثابة طعنة فى قلب هذه الثورة وفكرة التغيير نفسها؟

لا تدعهم يفعلوا بمصر ذلك، ولا تستمع أبدا إلى المتطرفين من أهل التيار الليبرالى أو حزب الكنبة الذين يهتفون لعمر سليمان حتى يأتى لإنقاذهم من التيار الإسلامى، ولا تصدقهم أبدا حينما يسعون لإقناعك بأن عمر سليمان أو شفيق هما الورقة الأخيرة لجلب الاستقرار والأمن إلى مصر، لأنهم فعلوا ذلك وهم يقنعونك بأن تصوت بنعم فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية ولم نجن من وراء محاولاتهم هذه سوى المزيد من الارتباك والفوضى والتخوين.