اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 06:58 ص

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": نحن نكذب حين نقول: «إننا نحب سيناء»

الخميس، 26 أبريل 2012 07:45 ص


يؤسفنى ذلك..
لا يوجد حزب سياسى واحد عقد احتفالا خاصا بذكرى تحرير سيناء، وحرك كوادره ونشاطه الجماهيرى فى المدن السيناوية من طابا إلى رأس سدر.

لا توجد منظمة مجتمع مدنى واحدة أعلنت عن برنامج خاص لأهالى سيناء فى ذكرى تحرير هذه الأرض الغالية.

لا توجد وسيلة إعلامية واحدة خصصت ساعات البث الأولى لصباح يوم التحرير بالاستماع إلى أصوات أهالى سيناء وشكاواهم.

لا يوجد ائتلاف ثورى واحد قرر الإعلان عن مسيرة حب حاشدة فى العريش، أو رفح، أو الطور، أو أبورديس.

نحن نكذب إذن حين نقول بملء الفم.. إننا نحب سيناء، ونحب أهلها، ونكذب حين نضعها ضمن أولويات الأمن القومى المصرى دون أن ندير رؤوسنا نحو الشرق، لنتأمل ماذا يجرى هناك ولماذا؟ نحن نكذب لأن ما نقوله بألسنتنا لا يتجاوز الحناجر، ولا يصل إلى القلوب، ولا تتم ترجمته إلى واقع حقيقى على الأرض، أو نشاط مجتمعى ومدنى فاعل، أو عمل حزبى متكامل، فيما عدا أنشطة حشد الأصوات السيناوية بالوعود الوردية فى انتخابات البرلمان أو الرئاسة.

هل تعرف مثلا أن الزيارات السياسية الحاشدة لنجوم الأحزاب والبرلمان بعد الثورة، توجهت إلى غزة أكثر مما توجهت إلى سيناء، مع كل المحبة لغزة وأهلها؟! وهل تعرف مثلا أن الاهتمام السياسى بسيناء، لا يتصدر الصفحات الأولى للجرائد المصرية إلا فى واقعة اختطاف أو تفجير لخط الغاز، أو الاشتباكات أمام أقسام الشرطة؟ وهل تعرف أن مدينة الطور عاصمة الجنوب تواجه مشاكل محلية طاحنة دون أن تبادر أى قوى مدنية أو رجل أعمال أو أى مؤسسة حزبية، لإعلان خطة طوارئ، تستهدف علاج مشكلات المدن والقرى على هذه الأرض الغالية التى نحتفل بتحريرها الآن؟

نحن نكذب إذن حين نقول إننا نحب سيناء، ونحن نزايد إذن عندما نتشدق بوضعها الاستراتيجى كحجر زاوية فى منظومة الأمن القومى المصرى، نتشدق تماما كما كان يتشدق بها الرئيس السابق الذى لم يعرف من هذه الأرض سوى مكان قصره فى شرم الشيخ، ولم ينزعج اقتصاديا وأمنيا إلا بقدر حرصه على أن تمضى أنابيب الغاز إلى الحدود الإسرائيلية فى أمان، وتتضاعف أرباح حسين سالم فى البنوك الأجنبية.

انظر حولك وقل لى، ما الذى فعلناه لأهالى سيناء، سوى أننا قطعنا على أنفسنا وعودا كاذبة، فى التنمية، وفى التوسع العمرانى، وفى توزيع الأراضى الزراعية، وفى معالجة مشاكل تراجع المرافق، وقلة المدارس، ومستوى مياه الشرب.. لا شىء سوى الكلام.. ولا كلام إلا «كذبا»!!

أنا آسف يا سيناء..
أنا آسف يا أهالى سيناء..